تناولت العديد من الدراسات كيفية تأثير النوم على عادات تناول الطعام، إلا أن دراسة جديدة قام بها فريق بحثي بجامعة بنسلفانيا تكشف أن العلاقة ذات اتجاهين، وأن النظام الغذائي يمكن أن يؤثر في النوم أيضاً. فمن المعروف أن قلة النوم قد تؤدي إلى تناول المزيد من الطعام، إلا أن مجموعة الباحثين حاولت معرفة ما إذا كان العكس صحيح أيضاً أم لا، وتأثير الطعام غير الصحي ونوعية الغذاء على الحالة النفسية من شيوع حالة القلق وعدم القدرة على النوم بشكل أكثر هدوءً، حيث إن حصول الشخص على ساعات نوم كافية وتناول طعام صحي يعني التمتع بصحة جيدة، ذلك أن الأشخاص الذين ينعمون بساعات نوم تتراوح بين سبع إلى ثماني ساعات كل ليلة يتمتعون بصحة جيدة إجمالاً. ولهذا السبب أجرى الفريق البحثي سالف الذكر دراسة عن العلاقة بين النظام الغذائي وأنماط النوم، وطلب الباحثون من المشتركين النوم مدة أقل من خمس ساعات، والنوم ما بين 5-6 ساعات في الليلة، والنوم النمطي الذي يتراوح بين 7 إلى 8 ساعات، والنوم الطويل الذي يمتد حتى تسع ساعات وأكثر. وقد تبين أن الأشخاص المقسمين وفق مجموعات مختلفة في أنماط النوم يختلفون أيضاً في أنماط النظام الغذائي، فمن ينام لأوقات قصيرة يتناول سعرات حرارية أعلى يليه من ينام ساعات طبيعية في المتوسط ثم من ينام لأوقات قصيرة جداً، أما الذين يخلدون للنوم ساعات طويلة فهم الأقل استهلاكاً للأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية. كما تبين كذلك أن الذين ينامون ساعات معتدلة متوسطها 8 ساعات هم الأكثر إقبالاً على تناول أنواع متعددة من الأطعمة، في حين أن من ينام ساعات قصيرة جداً أقل تنويعاً في غذائه، وثبت أن الأشخاص قليلي النوم يشربون الماء بجرعات بسيطة وكميات أقل من الكربوهيدرات والفواكه والخضروات ذات اللون الأحمر والبرتقالي الغنية بمضادات الأكسدة المقاومة للسرطان. إلى ذلك، فإن الأشخاص الذين ينامون ساعات قصيرة يتناولون كميات أقل من فيتامين سي ومادة السيلينيوم التي توجد في المكسرات واللحم والمحار، إلا أنهم يكثرون من أكل الخضروات ذات الأوراق الخضراء، بينما من ينام لساعات طويلة أقل استهلاكاً للشوكولاته والشاي والدهون المشبعة والبيض واللحوم الدسمة. وكانت إحدى الدراسات السابقة قد أشارت إلى مدى تأثير الغذاء على النوم، إذ أن نوعية الغذاء المتناول من الممكن أن تؤدي إلى تغيير كيمياء المخ، فبعض الأغذية تحتوي على مواد كيميائية من شأنها تغيير أو تبديل توازن السيلانات العصبية مما يتسبب في زيادتها والشعور بالهدوء والنعاس، بينما تتسبب أغذية أخرى في زيادة النشاط واليقظة. ومن الأغذية المحفزة على النوم تلك الغنية بفيتامينات (ب)، خاصةً (ب 6) وحمض النيكوتين (ب3)، مثل الموز، الشعير، الفول، اللوز، والحبوب الكاملة، بالإضافة إلى الأغذية التي تحتوي مادة التريبتوفان، مثل: البلح، التمر، التين، الحليب، سمك التونة، الديك الرومي واللبن. أما الأغذية المضادة للنوم فتتمثل بالأغذية الغنية بمادة التيرامين، لأنها تزيد من إفراز المواد المنشطة للدماغ، مثل: الشوكولاته، الباذنجان، اللحوم المدخنة، الكبيس، السكر، النقانق، السبانخ، البندورة، والأجبان. لذلك ينصح بالتوقف عن تناول الوجبات الثقيلة قبل النوم بثلاث ساعات، والاستعاضة عنها بوجبة خفيفة (مثل حبة موز، تمرتين، نصف كوب من الحليب) قبل النوم بنصف ساعة، وفي حالة ارتباط الشعور بالجوع بمعدة فارغة ممّا يتسبب في الشعور بالأرق، من المفضل تناول نصف كوب من الزبادي أو اللبن مع حبة من الفاكهة، أو نصف كوب من حبوب الإفطار مع حليب خالي أو قليل الدسم، أو ربع رغيف صغير مع لبنة.