اختتم هذا الاسبوع مشاركة نادي الباحة الأدبي في مهرجان ربيع قلوة , بأمسية ثقافية بعنوان ( شدا في التاريخ ) أحياها الأستاذ ناصر بن محمد الشدوي ، وكانت خير ختام لنشاطات النادي , حيث تفاعل الحضور كثيرا مع المحاضرة , وأسلوب المحاضر في الطرح , واستخدامه للتقنية في عرض الصور , التي ساهمت وبصورة كبيرة في نجاح الأمسية .وقد بدأت الأمسية بتعريف موجز عن المحاضر وجهوده في تتبع تراث المنطقة بعامة وشدا خاصة , وقد بدأ أمسيته بالتعريف بجبل شدا عبر التاريخ وتناوله عند كثير من المؤرخين العرب والأجانب،وخاصة ما ورد عن شدا عند أبي يعلى الأزدي , حيث قدر بعض الباحثين عمر الجبل بسبع مئة وثلاثة وستين مليون سنة , وهو من طلائع التكوينات في الأرض , ورد ذلك من خلال تقرير صدر عن المساحة الجيولوجية بجدة . كما سجل شدا الكثير من منعرجات التاريخ والأحداث , التي تواكبت مع الشعوب التي سكنت المنطقة , ويظهر ذلك من خلال النقوش الثمودية والسبأية التي وثقت لأحداث يزيد عمرها عن أربعة آلاف سنة. ومن الجديد الذي طرح في الأمسية , وجود شواهد في جبل شدا الأعلى تدل على أن له عمقا تاريخيا موغلا في القدم , وأشار الباحث إلى أن هذه شواهد تحتاج للمزيد من الدراسات على ايدي مختصين , سيصلون من خلال دراساتهم إلى اكتشافات جديدة .كما أشار الباحث إلى أن هناك إشارات تدل على أن الإنسان الأول سكن جنوب الجزيرة العربية قبل غيرها من المناطق حيث تناول كثير من الباحثين آثارا تدل على أن جنوب الجزيرة العربية كانت مهد الحضارات القديمة ، وقد قدم المحاضر عرضا مرئيا عن شدا , والآثار التي يحفل بها المكان , وخاصة شدا الأعلى والنقوش التي تدل على الحضارات المتعاقبة التي مرت على جنوب الجزيرة العربية , وبعض الكهوف والنقوش في أعالي جبال شدا . واختتم أمسيته بعض تاريخي لتاريخ المنطقة الجنوبية وبعض الآراء التي أشار الى أنها من غير المسلمات ولكنها تحتاج إلى إمكان النظر والبحث والتقصي للوصول إلى حقيقة ما يروى عن تاريخ المنطقة الجنوبية عموما وتاريخ شدا خصوصا . ثم بدأت المداخلات بمداخلة للأستاذ جمعان الكرت تساءل فيها عن سبب تسمية جبل شدا وهل هذه التسمية من الشدو , أو من الشدة .. وشدد على دور جامعة الباحة في تتبع تراث المنطقة وتدوينه والعناية به.ثم جاءت المداخلة من الأستاذ محمد الشدوي شكر فيها المحاضر وشكر النادي على هذه الأمسية , وتمنى التركيز على ديموغرافية جبال شدا , وتمنى من محافظ قلوة الحرص على آثار هذه المنطقة وحاجتها إلى وقفة صادقة من قبل المسؤولين. ثم داخل الأستاذ سعيد جمعان الشدوي تناول عناية هيئة الآثار والسياحة بجبل شدا , منذ أن تم اعتماده كمحمية طبيعية , وتساءل عن وجود مسميات مكررة بين القبائل اليمنية وقبائل جنوب الجزيرة العربية , والتي أشار المحاضر إلى أنها ربما تكون بسبب الهجرات المتعاقبة لتلك القبائل من اليمن إلى الشمال , وربما أنهم انتقلوا بمسميات الأماكن التي كانوا يسكنونها . ثم داخل الأستاذ سعد الكاموخ وهو المتخصص في المجال الجغرافي , وتمنى لو ركز المحاضر على نشأة جبل شدا جغرافيا , وأشار إلى أن شدا ليس في معزل عن الأحداث التي مرت بمنطقة تهامة , بحكم قربه من المخواة وقلوة .. وتمنى لو أفرد المحاضر بحثا خاصا عما ذكره المؤرخون العرب عن جبل شدا , وناشد هيئة السياحة المحافظة على آثار المنطقة وتراثها الذي يتعرض للإزالة والتدمير . وأخيرا كانت مداخلة الأستاذ عبدالرحمن أبو رياح تمنى لو استطاع النادي نقل المحاضرة إلى أحد الكهوف في جبل شدا , لنكون ملامسين للواقع , وتمنى أن يكون هناك تعاون بين الأستاذ ناصر الشدوي والدكتور أحمد قشاش في تتبع تراث المنطقة وتوثيقه والحفاظ عليه .وأخيرا تفضل محافظ قلوة الأستاذ صالح القلطي , ومدير التربية والتعليم في منطقة الجوف الأستاذ مطر رزق الله , ورئيس النادي الأدبي بالباحة الأستاذ حسن الزهراني بتكريم المحاضر ومدير الأمسية , وصاحب قاعة ليلتي على استضافته لنشاطات النادي , كما تم تكريم الأستاذ علي العويفي , وذلك لتغطيته المتميزة لفعاليات النادي خلال مهرجان الربيع .