الاغتراب ظاهرة إنسانية امتد وجودها لتشمل مختلف أنماط الحياة الاجتماعية والاقتصادية، ففي معظم الثقافات الإنسانية المعاصرة، تتزايد مشاعر هذا الاغتراب وتعد نتيجة لطبيعة العصر الذي يعيشه الإنسان، لذلك أظهرت دراسة علمية حديثة شعور مستخدمي الإنترنت من الشباب في مدينة الرياض بالغربة الاجتماعية، خصوصاً أصحاب الدخول المادية الأقل والتعليم المتدني الأمر الذي أثار العديد من التعليقات بين الشباب على موقعي التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر. في البداية اعتبر "Modi Fahad" أن مشكلة الاغتراب الاجتماعي من أهم وأخطر المشاكل الاجتماعية التي تواجه أفراد المجتمع في الوقت الراهن، وخصوصاً فئة الشباب التي تعد من أهم فئات المجتمع، وشدّد "نودي القحطاني" على أن الاغتراب يرتبط بمتغيرات ومفرزات المجتمع الذي ينشأ فيه، وبالتالي فإن لكل مجتمع مشاكله الاجتماعية التي تساهم بإيجاد هذه المشكلة، وأكد "خليفة محمد المحرزي" أن طبيعة الواقع الاجتماعي من أبرز وأهم العوامل التي تساهم في تكوين وتوجيه العلاقات الاجتماعية لأفراد المجتمع، ناهيك عن طبيعة هذه العلاقات وكيفية تأثيرها المباشر على أفراد المجتمع. وافترض "سعود النفيعي" أنه إذا كان الواقع المجتمعي يعاني من مشاكل عديدة ضمن بنيته الأساسية، فإن ذلك سينعكس سلباً على أفراد المجتمع، وخصوصاً الشباب مما يؤدي في بعض الأحيان إلى إيجاد ما يسمى الاغتراب الاجتماعي لديهم، كنتيجة طبيعية لمشاكل التفكك الأسري الذي يؤدي إلى إحباط عمليات التواصل والتفاعل الاجتماعي بين علاقات الأفراد. كما رأى "ثابت العنزي" أن ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب بسبب عدم قدرة سوق العمل على استيعاب الأيدي العاملة الفتية، بالإضافة إلى انخفاض مستوى الدخل الشهري لدى الأفراد يجعلهم يعيشون ضمن حدود الكفاف التي تلبي احتياجاتهم الأساسية فقط، كل ذلك يجعل منهم أفراد غير فاعلين بالمجتمع قلقين من المستقبل بسبب العوز المادي الذي يعتبر من أهم العوامل في إيجاد مفهوم الاغتراب الاجتماعي لدى الشباب. وأكدت "Sara alfailchawe" أن معاناة الشباب من الاغتراب الاجتماعي يساهم في إيجاد عدد لا يستهان به من المشاكل الاجتماعية التي تعتبر نتيجة حتمية له لأن بهذه الحالة يحاول الإفلات من سيطرة هذا المرض الاجتماعي من خلال اللجوء إلى الإدمان على المخدرات بين الشباب كحل سلبي انسحابي للهروب من الواقع الاجتماعي المرير الذي يطاردهم في أشكال علاقاتهم الاجتماعية. وتوقع " Abdelnasser Hanafy" أن اغتراب الشباب في وطنهم سيؤدي إلى انتشار الجريمة والسرقة وسفك الدماء للتعويض عن الجزء المفقود من الدخل المادي لديهم. وشدد "محمد المشري" على أن أكثر الغربة وضوحاً هو غربة النفس مع النفس بحيث لا تعطيه فرصة أن يتعرف على مكنون ذاته الداخلية وهذه القمة في الرفض الداخلي للذات. وبينت "رغد بنت سليمان" أن من أحد أهم أسباب انعزالية الشباب هي في الأساس قلة أنواع وطرق الترفيه، والدخل ليس سبباً رئيسياً في هذه المشكلة خاصة وأن كل الشباب الفقير منهم والغني متواجدون في جميع الأنشطة بل هم عنصر أساسي من النشاطات، ودعا "تركي الدلبحي" إلى الاستفادة مما تحويه المنتديات الإلكترونية لمواجهة مشكلة الاغتراب، لأن الأشياء التي تحتوي عليها قد تكون حلاً للتواصل الاجتماعي ما بين الشباب.