ظل الشاي الأخضر لفترة يحتل المرتبة الأولى بالمقارنة مع الشاي التقليدي في تقوية الجهاز المناعي والحماية من العديد من الأمراض، إلا أنه مع بروز الشاي الأبيض بدأت هذه المكانة في الاهتزاز بعض الشيء، بعد أن أظهرت دراسة فرنسية حديثة أن الشاي الأبيض من المشروبات ذات الفوائد الجمة فهو مضاد للأكسدة، ويحتوى على فيتامين "سى. و. ه" وحامض الفينول، وكذلك مركبات البوليفينول التي تعمل على تقوية الجهاز المناعي للجسم والحماية من السرطان، وتعادل كمية مضادات الأكسدة في كوب واحد من الشاي الأبيض ما يحويه 12 كوباً من عصير البرتقال. والشاي الأبيض من أندر أنواع الشاي، وهو مشروب خفيف الطعم عبارة عن الأوراق الصغيرة جداً في مرحلة التفتح من البراعم، وتتميز هذه الأوراق بوجود كمية من الشعيرات الزغبية البيضاء في السطح السفلي لكل وريقة، ولهذا السبب أطلقوا عليه اسم الشاي الأبيض، ولإنتاجه يتم قطف البراعم الصغيرة لشجرة الشاي بعناية ورفق، ثم يتم بعد ذلك تجفيفها بعناية أيضاً، وتعتبر الصين واليابان من أهم الدول المنتجة والمصدرة لهذا النوع من الشاي . ويعتبر هذا الشاي وفوائده من الأسرار التي احتفظ بها الصينيون لمئات السنين، واحتكروا فوائده المتعددة للعرق الصيني فقط بل للنبلاء والأثرياء منهم، ولكن لاعتبارات تجارية واقتصادية قرروا الإفراج عنه والبوح بمنافعه الكثيرة والاستثنائية لجسم الإنسان، ثم بدأ تسويقه كمكمل غذائي جاهز للاستعمال البشري. ويعد الشاي الأبيض الأفضل للصحة العامة إذا ما قورن بالأخضر والأسود، ويتفوق في مزاياه وخصائصه الطبية على كلا النوعين، حيث وجد الباحثون أن استخدام أوراق الشاي سواء كان من النوع الأخضر أو الأسود دون معالجتها وهو ما يسمى بالشاي الأبيض يضمن الحصول على أكبر مقدار ممكن من المواد المفيدة المضادة للأكسدة، وأثبتوا كذلك أنه بالإمكان تخفيف حالات الإكزيما والطفح الجلدي بشرب ثلاثة أكواب يومياً من الشاي، فضلاً عن دوره في القضاء على البدانة فوفقاً لأحدث الأبحاث، فإن خلاصة الشاي الأبيض تمنع خلايا السمنة التي تساهم في تشكل أنسجة الجسم الدهنية من الاكتمال، كما تساعد في حرق الخلايا التي كانت قد تكونت، بجانب أن الخميرة العشبية الموجودة فيها تزيد من عملية الأيض، وتسهم في عملية التنحيف عبر امتلاكها لكميات كبيرة من مانعات التأكسد بالمقارنة بما يحتويه الشاي الأخضر. ويساعد الشاي الأبيض ايضاً في تقليل مخاطر أمراض القلب والشرايين، والسرطان وإمكانية تكاثر الخلايا، كما يعمل على تقليل ظهور التجاعيد مع تقدم السن، ومنع نشاط الإنزيم المعروف بقدرته على تفكيك الايلاستين والكولاجين، حيث يؤدي هذا التفكيك إلى الظهور المبكر لتجاعيد الوجه والجلد والعنق، إضافة إلى دوره الأساسي في ظهور مرض المفاصل والروماتيزم. ويوصى بشرب منقوعه الساخن بمعدل كوب قبل كل وجبة طعام وقبل النوم أيضاً، لتحسين عملية الهضم وتخفيف آلام قرحة المعدة، فضلاً عن احتوائه على الفلورايد المضاد للبكتيريا، الذي يساعد في حماية الأسنان ويقلل من تسوسها، ويمتاز الشاي الأبيض بعدم احتوائه على الكمية العالية من الكافيين الموجود في الشاي التقليدي والشاي الأخضر، وبالتالي لا يعد منبهاً قوياً للجهاز العصبي ويمكن تناوله في أي وقت من اليوم، كما أنه لا يصبغ الأسنان لعدم وجود تركيز عالي من حمض التانك الموجود بباقي أنواع الشاي.