انعقدت في جدة أعمال اجتماعات الدورة 42 للجنة التنسيق العليا للعمل العربي المشترك التي تستمر يومين بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة الآثار ومعالي الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي ومعالي رئيس المنظمة العربية للسياحة الدكتور بندر فهد آل فهيد . وبدأت الاجتماعات بتلاوة آيات من القرآن الكريم ، ثم شاهد سمو الأمير سلطان بن سلمان والحضور فيلماً تسجيلياً عن السياحة العربية. عقب ذلك ألقى الدكتور بندر آل فهيد كلمة أعرب فيها عن سعادته والجميع بما منّ الله به على خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وخروجه - حفظه الله - من المستشفى سالماً معافى بعد العملية الجراحية الناجحة التي أجريت له.كما قدم التهنئة لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - حفظه الله - والأسرة المالكة والشعب السعودي على خروج خادم الحرمين الشريفين من المستشفى.وقدم أيضا الشكر لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز على ما قدمه ويقدمه من دعم واهتمام ورعاية لأعمال المنظمة ، مرحباً في الوقت ذاته بمعالي الأمين العام لجامعة الدول العربية.و ألقى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار كلمة كشف فيها عن توجه حكومي لتأسيس شركة جديدة للتنمية السياحية بالشراكة مع القطاع الخاص ، وبرنامج متكامل لتمويل المستثمرين في هذا القطاع ، متأملاً أن يرى المشروع النور مع الميزانية الجديدة لا سيما ما يشهده قطاع السياحة اليوم من جذب قوي جداً للشباب السعودي الذي من الطبيعي أن يكون مضيافاً ويعمل في قطاع السياحة.وأشار سموه إلى أن هناك انطلاقاً لمشاريع مرتبطة بالسياحة الزراعية التي يموّلها البنك الزراعي ، حيث تم البدء بمشاريع جديدة، وأيضاَ مشاريع سياحة التراث الذي يقوم بتمويلها بنك التسليف ، ومواقع التراث الذي تقوم الهيئة الآن بتطوير عدد منها مع المجتمعات المحلية ، وقال إن هناك قرى تراثية اتفق أصحابها مع شركات فنادق لتشغيلها على شكل فنادق تراثية . وتفاءل سموه بمستقبل السياحة الوطنية، رغم أنها انطلقت من عملية غير مسبوقة في تأسيس لمسارات نمو قطاع السياحة الوطنية ، متزامناً مع نمو قطاعات الآثار والتراث الوطني، في تزامن قلما نرى مثيلاً له في قطاع اقتصادي يسير بشكل منتظم مع قطاعات أخرى، وقد قمنا بعمليات تأسيس شراكات تصل لنفس الأرقام التي توقعتها منظمة السياحة العربية، ولأول مرة تقوم مؤسسة حكومية بتوقع شراكات مع مؤسسات حكومية أخرى، والهيئة يوم أمس سعدت بتسلم جائزة أفضل بيئة عمل في المملكة العربية السعودية وهي اليوم مؤسسة حكومية متطورة في جميع أبعادها الإدارية والتقنية ، ولكن الأهم من ذلك أنها وضعت خطة إستراتيجية تفصيلية محددة ، ومرحلةً زمنية للتنفيذ، والآن صدرت الخطة الإستراتيجية المحدثة الثانية وهي تحت أنظار مجلس الوزراء الموقر لإقرارها ، وهذه الخطة تزامنت وانتظمت تحت مظلتها عدد من المسارات التي أنجزنا 80% منها حتى الآن ، ومنها عمل التنظيمات وبناء قطاعات جديدة من مقدمي الخدمات لم يكونوا موجودين في المملكة، قطاعات أعيد ترتيبها بالكامل ، كما أن قطاع الفنادق مرّ بمرحلة تصنيف وتنظيم متكاملة ، وهناك قطاعات أخرى تمرّ الآن بمراحل تنظيم جديدة من ضمنها قطاع الآثار والمتاحف. وعد سموه المرحلة الحالية بالتاريخية والاستثنائية في تطوير البعد الحضاري للمملكة، حيث أنها تشمل عدداً من المسارات التي يرعاها خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ويصرّ على استعجال المشاريع الخاصة بها ، منها إنشاء عشرات المتاحف الجديدة ، وتأهيل عشرات المواقع التراثية والأثرية ، وتنفيذ برامج التوعية للمواطنين ، وقد برز منها برنامج "السياحة تثري" وبرنامج "ابتسم" وبرنامج "تراثنا غني" ، وقد حصلت تلك البرامج على جوائز دولية، كما تعاملنا مع المجتمع المحلي في أكثر من 800 جلسة ، كلها برامج سعت إلى توطين السياحة الوطنية ، وقد خرجت من مواطني هذا البلد قبل أن تكون قرارات حكومية.