تتوافد يوميًا عشرات (وبعضها مئات) الناس أمام مقار الاتصالات الثلاث (الاتصالات، موبايلي، زين) للظفر بلحظة لقاء مع اي موظف في اي مقر من مقرات هذه الشركات الثلاث، وخلال جولة ل(البلاد) على عدد من مكاتب هذه الشركات خرجنا بهذه الانطباعات. تحدث معي عدد من الوافدين والسعوديين وقالوا نحن نحضر هنا منذ السابعة صباحا، ومن قبل ان يفتح المكتب ابوابه لتجديد المعلومات، وادخال رقم الهوية او الاقامة، وسط عذاب حقيقي مزعج للغاية، فنحن نقف في طوابير طويلة، والجو رطوبة وفيه حرارة لاننا نقف في طابور يصل الى الشارع العام. تعامل غير جيد وقالوا: حتى تعامل الموظفين معنا ليس كما ينبغي فكل موظف يتحدث معنا بفوقية وغطرسة، وكأنه لا يرى احوالنا ووقوفنا في الطوابير عدة ساعات، لقد عطلنا مصالحنا وبعضها صبح , وله اربعة ايام يراجع فيها وبدون اجابات شافية، بسبب الضغط الهائل للمراجعين، والموظف امامنا يقوم بتحديث المعلومات المراجع ثم يتجاوز ويعتذر لاربعة وهكذا بحجة ان المعلومات غير صحيحة، فيضيع علينا بهذا الاسلوب اليوم واليومين والثلاثة بل واكثر. امر مضحك وقالوا: ان من المضحك ان هذه الشركات الثلاث هي (ام التقنية) ويمكن (ابوها ايضا) فلماذا لا يجعلون المراجعين يتعاملون مع الكمبيوتر مباشرة، وبهذا سوف نجد عدد كبير من المراجعين وقد انهوا اجراءاتهم بانفسهم، اما ان لا تكون هناك امكانية لان ينهي كل مراجع تحديث معلوماته بالكمبيوتر ويضطر الى مراجعة مكاتب الاتصالات، فإن هذا من عمل القرون الوسطى، ويذكرنا بالمراجعات التي كانت تتم في عهد اجدادنا. غير معقول وقالوا انه غير معقول ان يظل الشخص العميل يدخل معلومات البطاقة في كل عشرة ريالات يشحن بها جواله، فقد كان يكفي ان يقوم العميل بادخال معلوماته مرة واحدة طالما هي شريحة واحدة شخصية، اما ادخال المعلومات في كل عملية شحن فان هذه (وظيفة جديدة) طريفة من هذه الشركات قدموها للناس في قالب كوميدي. واضافوا ربما كان هدف الشركات ان تجبر العملاء على ان يشحنوا ب50 ريالا مثلا، لان العميل لا يريد ان يتعب نفسه ويدخل المعلومات في كل عشرة ريالات يشحن بها، وبهذا تكون خطوة شركات الاتصالات هذه بمثابة بيع الوهم وتعذيب الناس بدون سبب وجيه.