يتميز طلاب الخليج بالموهبة والإبداع والقدرة على الابتكار منذ الصغر، ومن نماذج إبداع طلبة الخليج حصول الطالب السعودي يوسف مطر القوس، من مدرسة الشيخ عبد العزيز بن باز الثانوية في الطائف، على الميدالية البرونزية في معرض "اينا" بألمانيا للمخترعين، بعد أن اخترع جهازاً مبتكراً لتحديد مواقع المركبات واتجاهها وسرعتها، وذلك من بين ثمانمائة اختراع وابتكار شاركت في المعرض، الذي ضم سبعة وثلاثين دولة مما يبرز الذكاء الفطري لهذا الطالب المبدع، ويوجب هذا التميز على المسئولين رعاية ودعم الكفاءات الموهوبة من الطلاب والطالبات، وتشجيع هؤلاء النوابغ إلى جانب إشراك المتميزين منهم في هذه المعارض الدولية، التي تسعى إلى دعم البحث العلمي والتقني للطلاب الباحثين في مجالات العلوم والتقنية. وقد فاز هذا الطالب أيضاً بجائزة المركز الأول ببرنامج "هذا اختراعي" من إدارة الموهوبين بالطائف للعام الماضي، وتقوم فكرة الابتكار الفائز على إنشاء إحداثيات ديكارتية للمركبة المثبت عليها الجهاز المبتكر، بحيث يستقبل موجات الراديو GPRS ، وبالتالي يمكن تحديد موقع المركبة ومعرفة اتجاهها وسرعتها بناءً على المخطط الديكارتي، وتنبيه المستخدم في حال مخالفته المرور، مما يقلل من نسبة الحوادث. كما تمكن المخترع السعودي مصطفى الحويدر الفائز بإحدى جوائز المعرض من اختراع جهاز يعمل على توليد الطاقة الكهربائية، عن طريق استغلال حركة الأمواج الصغيرة في البحر، بما يسهم في توفير هذه الطاقة في المناطق الساحلية والجزر، وهذه الفكرة ليست بجديدة، لكن الجديد هو طريقة عمل هذا الجهاز، حيث يتم تحويل الطاقة الحركية للأمواج إلى طاقة كامنة وتخزينها في زنبرك أو نابض حلزوني، يتم التحكم فيه بعمود للتوقيت، ويتم ضغط الزنبرك بشكل تدريجي بالحركة العمودية الصاعدة من الأمواج، بواسطة جسم عائم متصل بالجهاز، بحيث يكون أحد أطراف الزنبرك مثبتاً بعامود التوقيت، وبعد أن تتجمع فيه طاقة كامنة قوية يتم تحرير الزنبرك، ليتم تحويل الطاقة الكامنة المتجمعة إلى طاقة قوية قادرة على تحريك مولد كهربائي بشكل فعال، وهذا الجهاز مميز بقدرته على الإستفادة من أي نوع من الأمواج سواء كانت صغيرة أم كبيرة، كما يتميز ببساطته وسهولة إنتاجه وصيانته، بالإضافة الى أنه لا يحتاج مساحات كبيرة من المسطحات المائية ولا يعيق حركة السفن، لأنه مغمور في الماء ومثبت في القاع، كما أن نجاح هذه الفكرة سوف يوفر مصدراً نظيفاً للطاقة إلى جانب الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية. كما استطاع الطالب الإماراتي عمر عبد الرحمن الطنيجي (16 عاماً) بمجهوداته الذاتية، اختراع ريبوت آلي بنسبة 100%، مهمته الأساسية الإسهام في إطفاء الحرائق في الظروف والأماكن المعرضة لاشتعال الحرائق في أي وقت، من دون تعريض حياة الإطفائيين للخطر، ويعمل الإطفائي الآلي عن طريق خاصيتي البلوتوث وال«واير ليس» والتحكم عن بُعد، وأعطى الطنيجي الاختراع شكل الرجل الآلي ليجعله أكثر كفاءة في أداء المهمة، مع إدخال بعض التعديلات كتدعيمه بثلاث عجلات بدلاً من اثنتين، ورافعة كبيرة، وبرج إطفاء يتحرك 360 درجة في الاتجاهات كافة، ومضخات مياه، وأنابيب، وونش صغير يمكّنه من اختراق طريقه، وقد بدأت الفكرة عند الطنيجي بعد رؤيته ريبوتات تستخدمها الجيوش للتصوير، أو لاكتشاف أماكن الألغام، حتى لا تعرض جنودها للخطر، ويدرس الطنيجي في الصف الحادي عشر في المدرسة الفنية الثانوية (STS) ، حيث فضّل التعليم الفني غير التقليدي على الثانوية العامة العادية، وذلك حتى يتمكن من دراسة الميكانيكا وهندسة الطيران والتوصيلات الكهربائية، ويصقل هوايته في مجال الريبوتات الذي اجتذبه منذ الصغر، بدعم من أسرته. جدير بالذكر أن جامعة الملك فهد قد استطاعت أن تكون إحدى أكثر الجامعات نمواً في عدد براءات الاختراع على مستوى العالم، كما حققت المركز 55 عالمياً في هذا المجال عام 2011م .