أثبتت دراسة أوروبية حديثة أن النظام الغذائي المتبع في دول حوض البحر المتوسط أكثر قدرةً على حماية العظام، حيث يعاني الكثير من النساء والرجال حول العالم من مرض فقد كتلة العظام، وتناقص قوة عظامهم بتقدمهم في العمر، وهو الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى الإصابة بمسامية العظام والتعرض للكسور، إلا أن العديد من الدراسات أشارت الى أن معدلات الإصابة بهذه المسامية، أقل بكثير في دول حوض البحر المتوسط منها في باقي الدول الأوروبية . كما أطلق على هذه النوعية من الأغذية "غذاء الدماغ الخاص"، فإذا كنت تريد تحسين فكرك عليك بتناول قطعة من سمك السلمون الطبيعي البحري، مع طبق من الأرز البني المخلوط بالعدس، وسلطة السبانخ بزيت الزيتون، وبالإضافة إلى فوائد هذا النظام الغذائي في إثارة الحواس، وإشباع الجوع، فإنه يضخ في الجسم كافة العناصر الغذائية الأساسية في الحفاظ على صحة المخ والدماغ، وتكوّن هذه الأطعمة أسس غذاء البحر الأبيض المتوسط الذي يحتوي على البروتينات الخالية من الدهون، والخضراوات ذات الأوراق الخضراء، والحبوب الكاملة غير المقشرة، والبقول، والمكسرات، والفواكه الغنية بمضادات الأكسدة، والدهون الأحادية غير المشبعة مثل زيت الزيتون . كما أن هناك عدداً متزايداً من الدلائل التي تشير إلى أن هذه الأطعمة مفيدة للمخ أيضاً، حيث اكتشف باحثون من جامعة كولومبيا بعد دراسة العادات الغذائية لأكثر من 2000 شخص، أن الأشخاص الذين كانت عاداتهم الغذائية متقاربةً مع النظام الغذائي لسكان البحر المتوسط، أقل عرضة للإصابة بمرض الزهايمر بنسبة 40%، مقارنةً بالآخرين الذين ابتعدت عاداتهم الغذائية كثيراً عن هذا النظام، وأشارت دراسات أخرى الى وجود صلة بين إتباع النظام الغذائي المتوسطي، ووقايتهم من التعرض لمرض باركنسون، أو الإصابة بالمرحلة المبكرة من ضعف الدماغ التي يطلق عليها اسم تدهور الإدراك، كما يمكن لهذا النظام الغذائي أن يقدم نفس الفائدة التي يقدمها للدماغ والقلب وكل الدورة الدموية للجسم، إذ إنه يجهز الجسم البشري بمكونات تقيه من الأضرار التي قد تتعرض لها الأوعية الدموية. وكجزء من دراسة حول أخطار السكتة الدماغية، نفّذ الباحثون عملية تصوير للدماغ بجهاز الرنين المغناطيسي على مجموعة من 1000 شخص بالغ، ينتمون إلى مجموعات عرقية مختلفة، بهدف رصد مؤشرات أضرار وقعت للأوعية الدموية يطلق عليها اسم الأجزاء البيضاء عالية الكثافة، وتبين أن الأفراد الأكثر بُعداً عن النظام الغذائي المتوسطي يميلون لأن يكون لديهم حجم أكبر من هذه الأجزاء، كما ربطت أبحاث أخرى بين الأخطار على القلب والأوعية الدموية، كارتفاع ضغط الدم أو التدخين، وظهور حجم أكبر من الأجزاء البيضاء عالية الكثافة، مع تدهور أكبر في الإدراك خلال سنوات العمر المتقدمة .