تلاقي معالجة مسرحية لرواية سعاد العامري التي تحمل عنوان "شارون وحماتي" إقبالا جماهيريا منذ بداية عرضها الأسبوع الماضي بأحد مسارح العاصمة الأردنية عمان. وتمتليء المسرحية بقصص تثير الألم عن حظر التجول والحواجز والاستجوابات والتجسس في حياة الفلسطينيين تحت الاحتلال الإسرائيلي في رام الله المحاصرة بين عامي 1981 و2003. وحولت الممثلة والمؤلفة الأردنية عفاف الشوا بيبي الرواية الأصلية إلى مسرحية من نوع الكوميديا السوداء. وتؤدي عفاف في المسرحية دور الشخصية الرئيسية سعاد العامري التي تكافح للتأقلم مع وجود عسكري إسرائيلي يخترق كل نواحي حياتها اليومية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. ونشأت سعاد العامري بين عمان وبيروت ودمشق والقاهرة قبل أن تعود إلى رام الله بعد سنوات في المهجر لتعمل مدرسة بجامعة بير زيت. وتصور المسرحية المشاعر المتضاربة التي تتنازع سعاد بين حبها وسعادتها بلقاء شريك حياتها والغضب والإحباط من القيود التي تفرضها قوات الاحتلال. وذكرت عفاف الشوا بيبي أن الإقبال على مشاهدة المسرحية جاء بمثابة مفاجأة سارة خاصة أن المسرحية تتناول ظروفا تغيرت منذ نشر الرواية هي الحصار الإسرائيلي الذي استمر 43 يوما لرام الله في عام 2003 عندما كان أرييل شارون يتولى منصب رئيس الوزراء في إسرائيل. وقالت عفاف "نحاول ان نعطي فكرة عن قصة امرأة.. منهدسة معمارية تذهب لفلسطين لكن تواجه الكثير من الصعوبات... نحو 20 عام من النضال تحت الاحتلال. لكن لأول مرة شخص ما يتحدث عن تجاربهم بها (بهذا) اليأس لكن بطريقة سلسة وخفيفة." وذكر زوجها بسام بيبي الذي شارك في إخراج المسرحية أن الكوميديا السوداء هي أنسب أسلوب لتصوير ممارسات الجنود الإسرائيليين والكيفية التي يتعايش بها الفلسطينيون مع تلك الممارسات. وقال بيبي "الموضوع يتحدث عن سعاد العامري منذ عام 1981 حتى 2003. عفاف الشوا وهي زوجتي اقتبستها وعملت السكريبت وهي تمثل دور سعاد في المسرحية." ومن الشخصيات المهمة التي تصورها المسرحية والدة زوج سعاد العامري التي عاصرت خروج الفلسطينيين من ديارهم وأراضيهم عام 1948. وقال رجل من الجمهور الذي شاهد المسرحية في عمان "فيه مواقف ضحكتنا (أضحكتنا) كثير ومواقف مانت بدها تخلينا نبكي. لكن لا نريد أن نبكي اشي (شيء) بيقهر." ورغم أن المسرحية تقدم باللغة الانجليزية فقد لاقت إقبالا من الجمهور في الأردن الأمر الذي دفع المنتجين إلى مد عرضها في عمان يومين إضافيين. ويتوقع أن تعرض مسرحية "شارون وجماتي" بعد ذلك في لبنان وأوروبا وأمريكا الشمالية.