أكدت دراسة حديثة أجرتها منظمة الصحة العالمية، أن شلل الأطفال انخفض على مستوى العالم، خاصة بعد أن شطب اسم الهند من قائمة البلدان التي تسرى فيها بنشاط عدوى شلل الأطفال البري، ويتيح هذا التطور فرصة لاستكمال عملية استئصال شلل الأطفال في البلدان الثلاث المتبقية المتوطن بها بالمرض. وتشير منظمة الصحة إلى توالي الجهود لتخفيض عدد حالات شلل الأطفال، بنسبة تزيد على 99%، وتسعى المنظمة للقضاء التام على المرض في السنوات الخمس المقبلة، بتكلفة تصل إلى 40 مليار دولار أمريكي. والجدير بالذكر أن عدد حالات شلل الأطفال منذ عام 1988 انخفضت بنسبة تفوق 99%، إذ تشير التقديرات إلى انخفاض ذلك العدد من نحو 350 ألف حالة سُجّلت في ذلك العام إلى 650 حالة أبلغ عنها في عام 2011، ويأتي هذا الانخفاض نتيجة ما يُبذل من جهود على الصعيد العالمي من أجل استئصال المرض. وفي عام 2012 لم يعد شلل الأطفال يتوطن إلاّ ثلاثة بلدان في العالم (أفغانستان ونيجيريا وباكستان)، بعدما كان يتوطن أكثر من 125 بلداً في عام 1988. ولكن طالما يوجد طفل واحد مصاب بعدوى فيروس الشلل فإن الأطفال في جميع البلدان معرضون لخطر الإصابة بالمرض، وقد يسفر الفشل في استئصال شلل الأطفال من هذه المعاقل العتيدة التي لا تزال موبوءة به عن الإصابة بنحو 200 ألف حالة جديدة تعم أرجاء العالم في غضون عشر سنوات. وفي معظم البلدان أتاحت الجهود العالمية لاستئصال شلل الأطفال المجال لزيادة القدرة على التصدي لأمراض معدية أخرى من خلال بناء نُظم فعالة في مجالي الترصد والتمنيع. ويعتبر شلل الأطفال من الأمراض الفيروسية المعدية التي تصيب الجهاز العصبي للأطفال أكثر من الكبار، ويعتبر الأطفال الأقل من الخامسة هم أكثر فئة عرضة للإصابة بهذا المرض، وتتراوح شدة مرض شلل الأطفال من عدوى بسيطة إلى عدوى شديدة يمكن أن تصاحبها شلل في أطراف جسم الطفل – وخاصة الأطراف السفلى- وقد يسبب شلل الأطفال وفاة وذلك نتيجة لتوقف العضلات التنفسية للطفل أثناء إصابته بشلل الأطفال. وتتعدد مصادر انتقال عدوى مرض شلل الأطفال، فقد ينتقل المرض من طفل مصاب إلى طفل آخر وذلك لوجود الفيروس المسبب للمرض في منطقة الفم والبلعوم طوال فترة إصابة الطفل بالمرض (5 أسابيع)، وأيضاً من مصادر انتقال العدوى الأشخاص الحاملون للمرض وهم الأشخاص غير المصابين ولكنهم يحملون فيروس المرض منذ أن كانوا أطفالاً أو بالغين، ويعتبر حاملو العدوى هم أكثر المصادر خطورة وذلك لعدم القدرة على التعرف عليهم. ومن طرق انتقال العدوى الرذاذ المتناثر عن طريق الفم من خلال السعال والعطس، كما تنقل العدوى عن طريق الأنف من خلال التنفس، وتناول الأطعمة والمشروبات الملوثة عن طريق الذباب والصراصير، والاحتكاك بفضلات الطفل المصاب بشلل الأطفال أثناء فترة المرض. ومن ناحية أخرى يصعب على الطبيب تشخيص مرض شلل للأطفال عند إصابة الطفل به، وتتفاوت الأعراض الظاهرة اعتماداً على شدة إصابة الطفل بالمرض، ففي أنواع الإصابة البسيطة يظهر على الطفل بعض الأعراض الأولية، مثل الحمى، الصداع، التقيؤ، آلام في أطراف الجسم، آلام في الحلق والرقبة، الإجهاد والصداع، أما في حالات الإصابة الشديدة فتظهر على الطفل أعراض شديدة ثم تتطور إلى حالة شلل تام ثم الوفاة.