يقلل المشي يوميا خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية إلى النصف، وذلك إذا كانت الخطوات نشطة وسريعة. هذا ما أكدته دراسة دنماركية حديثة، فبعد متابعة صحة أربعة آلاف شخص على مدى عشر سنوات وجد العلماء أن الذين كانوا يمشون بسرعة تضاءلت لديهم احتمالات الإصابة بالنوبة القلبية أو السكتة الدماغية إلى نحو نصف احتمالاتها عند الذين لا يمارسون هذه الرياضة، أما الذين كانوا يمشون لمدة ساعة بخطوات هادئة فقد كان لديهم نفس الخطر الموجود لدى الذين كانوا متراخين إلى حدٍ كبيرٍ. وقد قامت الدراسة بمقارنة احتمال تطور ما يطلق عليه المتلازمة الأيضية - وهي مجموعة من الاضطرابات منها ارتفاع نسبة الكولسترول والبدانة وارتفاع ضغط الدم- لدى 3968 متطوعا وكان احتمال الخطر أعلى عند الذين كانوا يعانون من المتلازمة الأيضية للإصابة بمرض قلبي أو سكتة دماغية في متوسط العمر وعند الكبر. واتضح أن أقل خطر للمتلازمة الأيضية وجد في المجموعات التي كانت نشيطة بدنيا بدرجة كبيرة مقارنة بقرنائهم الذين تخلو حياتهم من النشاط، وظهر أن الركض الخفيف أو المشي بنشاط يجعل النبض أسرع فينشط عضلة القلب، لذلك أكد العلماء على ضرورة محاولة القيام بنشاط يومي؛ لأن ذلك من شأنه أن يزيد من ضخ الدم في الجسم وما له من فوائد بالنسبة للقلب. ولا تتوقف فوائد المشي عند هذا الحد، فقد أظهرت إحدى الدراسات أن الأشخاص الذين لديهم استعداد للبدانة بسبب جيناتهم الوراثية يمكنهم إيقاف هذه التأثيرات الجينية بنسبة 50% إذا مارسوا رياضة المشي السريع لمدة ساعة يوميا، وتم رصد النشاط الذي يمارسه الأشخاص الخاضعين لهذه الدراسة وثبت أن كل جين يعمل على زيادة البدانة يرتبط بزيادة كتلة الجسم، بيد أن هذا التأثير ينخفض مع الأشخاص الذين يمارسون أعلى مستوى من النشاط البدني، في حين أن الأشخاص الذين يتبعون أسلوب حياة يعتمد على الجلوس لفترات طويلة يصابون بتأثيرات كبيرة مع كل جين للبدانة. وأفادت دراسة أخرى أن اتِّباع نظام رياضي بسيط مثل المشي مائة خطوة سريعة بالدقيقة، أو ألف خطوة على ذات النسق كل عشر دقائق، أو ممارسة تمارين رياضية خفيفة ساعتين ونصف أسبوعيا، يساعد على التخلص من الكثير من الأمراض الناجمة عن البدانة ويرى الأطباء في هذه الأنشطة درءا لمخاطر صحية عدة منها تقليص الإصابة بسرطان الثدي والمساعدة على نوم هادئ وفق ما أثبتته أحدث الدراسات. فقد أشارت إحدى الطبيبات في جمعية سرطان الثدي المشرفة على برنامج ثلاثة أيام من المشي، والمتخصصة في طب الرياضة، إلى أن ممارسة رياضة المشي ضرورية للجميع أكانوا رياضيين أم غير رياضيين، لافتة إلى أن "المنافع الصحية منها مهمة بشكل خاص للنساء". أما عن مساعدته في الحصول على نوم هادئ فقد أظهرت إحدى الدراسات أن المشي السريع عصرا يساعد المرء على نوم هادئ وفق جمعية النوم الوطنية الأمريكية، وأشار الباحثون إلى أن المشي يحفز إفراز هرمون "سيروتونين" والذي يسمى أحيانا هرمون السعادة؛ لأنه يحسن المزاج ويمنع الاكتئاب ويساعد على الاسترخاء، كما أن ارتفاع حرارة الجسم جراء المشي قد يحفز الدماغ على تخفيض حرارة الجسم بما يساعد على النوم. وينصح في هذه الحالة بالمشي الاسترخائي حيث يمكن للفرد تحريك يديه والتوقف لبرهة دون أن يضع ثقل وضغط كبير على قدميه في غضون ذلك، أما الذين لا يميلون إلى الحركة ويشكون من شعورهم بالإجهاد طوال الوقت، فقد أشارت نتائج الدراسة إلى أن هناك حلا سهلا أمامهم وهو ممارسة تمرينات خفيفة وقليلة.