أكد جوزيف ناي مساعد وزير الدفاع الأمريكي الأسبق، أن قرار الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش بالحرب علي العراق خطا فادح، لأن الحرب كبدت أمريكا خسائر مادية وبشرية كبيرة جدا. وبين أن رومني المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية من الصعب أن يتخذ قرار عسكري بالتدخل في سوريا في حال فوزه بالرئاسة. وأضاف ناي خلال حواره لبرنامج لقاء خاص المذاع علي قناة سكاي نيوز العربية: أنه نظراً لأن الإنفاق الأمريكي يمثل حوالي نصف حجم الإنفاق العسكري العالمي فلا يمكن لأي تحالف، مهما كان، أن يخلق أي توازن عسكري في القوة، وهو الوضع الذي لم يشهده العالم منذ أن كانت روما تمثل دولة تتفوق على كل ما حولها، وهي المرحلة التي ظهر فيها مصطلح إمبراطورية. كما رأي أن أحداث 11 سبتمبر عام 2001 كان بمثابة ضوء سريع كالبرق في ليلة صيف أظهر مشهداً متغيراً تاركاً صناع السياسة والمحللين الأمريكيين يتلمسون طريقهم في الظلام متسائلين كيف يستوعبون ما حدث ويردون عليه. وأشار إلى أن جورج دبليو بوش تولى السلطة متعهداً بانتهاج سياسة خارجية واقعية تركز على القوى الكبرى مثل الصين وروسيا وتتجنب الدول الصغيرة في العالم الأقل تقدماً، مبينا أن إدارة بوش وضعت استراتيجية جديدة خاصة بالأمن القومي تعتمد على أن الولاياتالمتحدة لا تتعرض للتهديد من الأساطيل والجيوش مثلما تتعرض له من وقوع تقنيات مدمرة في أيدي أقلية تشعر بالمرارة، بدلاً من المنافسة الإستراتيجية. وأوضح أن إستراتيجية بوش أصبحت تحتضن ظهور الصين القوية والمسالمة والمزدهرة وتلزم الولاياتالمتحدة بزيادة مساعدتها للتنمية ومجهوداتها لمواجهة كل الصعوبات لأن الدول الصغيرة مثل أفغانستان يمكن أن تشكل خطراً على المصالح الوطنية الأمريكية مثل الدول القوية، بالإضافة إلى ذلك ستخضع هذه السياسات إلى الاقتناع بأنه لا تستطيع أي دولة أن تقيم عالماً آمناً وأفضل حالاً بمفردها. واعتبر أن العالم تحول في عام واحد بشكل عجيب، وبمعنى غير مباشر أصبح العراق بمثابة أول اختبار للإستراتيجية الجديدة مع أن عنصراً آخر في محور الشر كان أكثر قرباً من تطوير أسلحة دمار شامل.