يخاف الكثير من كلمة التغيير فعندما يسمعها أي شخص يشعر برغبة فورية في التوقف وعدم مواصلة السير باتجاهها، ونتلفت حولنا بخوف ورعب محاولين استيعاب تفاصيل كل ما يحيط بنا ويسيطر علينا إحساس بعدم الأمان هكذا نفكر بسلبية دائما دون أن ندرك أن نسبة حدوث هذا قد تقل كثيرا عن 50% لتظل بقية النسبة الإيجابية لصالح أن يأخذنا طريق التغيير لأفضل وأسعد ما يمكن أن يحدث بحياتنا كلها. وعادة يخشى الناس التغيير لعدة أسباب أهمها: - خشية الناس مغادرة أرض المعلوم الآمنة والمغامرة بدخول أرض المجهول، فمعظمنا لا يحب تجربة شيء جديد، لأن القيام بذلك يسبب الضيق والإزعاج. - الفشل، فلا أحد يريد الفشل، ولهذا يتجنب معظمنا حتى المحاولة، فنحن حتى لا نقوم بتلك الخطوة الأولى لتحسين صحتنا أو لتعميق علاقاتنا في العمل أو لتحقيق حلم لنا. - النسيان، فربما نغادر قاعة المحاضرات بعد حضور ورشة عمل تحفيزية ملهمة، تجعلنا على استعداد لتغيير العالم ولكن بعد ذلك نذهب إلى العمل في اليوم التالي ويفرض الواقع نفسه كما كان بسبب النسيان. - انعدام الثقة، فكثيرون من الناس يفتقرون إلى الثقة، ويتسمون بالتشاؤم، ولسان حالهم يقول لافائدة من التطوير، والتشاؤم ينبع من الإحباط وخيبة الأمل، وهو عائد لتجربة فاشلة وقعت لهم من قبل فانغلقوا على أنفسهم وتبنوا موقفا متشائما، وهذا التشاؤم هو وسيلتهم لتجنب التعرض للإيذاء النفسي والفشل. بوجه عام لا مانع من التوقف للحظات كي ندرس الموقف بشكل جيد حتى يمكننا في النهاية أن نقرر هل نحن راضون عما نحن فيه الآن، أم أن التغيير يمكن أن يقودنا إلى طريق أفضل وإنجاز أكبر. وربما لا تكون فكرة التغيير دائما سليمة، فليس كل جديد ولامع بالضرورة أفضل مما هو بحوزتنا بالفعل، وفي أحيان أخرى لا يكون التغيير خيارا، بل أمر واقع تفرضه الظروف، أو يصبح النتيجة الحتمية التي لا يمكن تجنبها لطريق اخترنا أن نسلكه منذ البداية دون أن نعلم إلى أين يؤدي، وفي هذه الحالة قد يكون هذا التغيير هو الصانع الحقيقي للمستقبل وسندين للتغيير بالفضل في هذه الحالة. ورغم الغموض الذي يكتنف التغيير ويجعلنا نخافه إلا أنه أمر مهم وحيوي، بل وضروري حتى نستطيع أن نتطور ونتقدم بشكل أو بآخر، لكن يجب أن نفكر جيدا ونحسب احتمالات الفوز والخسارة بدقة قبل أن نقدم على التغيير.