عبر معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة عن سعادته بنجاح جائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود العالمية للترجمة في استقطاب كبريات المؤسسات الثقافية والعلمية، من جميع دول العالم والتي باتت تحرص على ترشيح أرقى الأعمال المترجمة في مجالات العلوم الإنسانية والتطبيقية سعياً للفوز بها، مؤكداً أن هذا النجاح يجسد تقدير المجتمع الدولي لمبادرات خادم الحرمين الشريفين للحوار بين الحضارات وإرساء قيم السلام والتعايش بين الدول والشعوب ومد جسور التواصل الإنساني والمعرفي وتعزيز التعاون الثقافي والعلمي لما فيه خير الإنسان , وقال معاليه في تصريحات بمناسبة حفل تكريم الفائزين بالجائزة في دورتها الخامسة الذي يقام بالعاصمة الألمانية برلين، إن اقتران الجائزة باسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - ، ورعايته لها رسخ الصفة العالمية لهذا المشروع الثقافي الكبير لما يحظى به - أيده الله - من مكانة رفيعة على الصعيد الدولي وتقدير المجتمع الدولي لسياساته الحكيمة , واضاف الدكتور خوجة إن هذه الجائزة العالمية تمثل إحدى الآليات والوسائل لفتح أبواب الحوار والتواصل المعرفي والثقافي بين الحضارة العربية الإسلامية والحضارات الأخرى في إطار قناعة راسخة في توجهات القيادة السعودية الرشيدة بأهمية هذا الحوار والانفتاح على الآخر وإغلاق الباب أمام دعاوى الصراع أو الصدام الحضاري، التي تؤكد صفحات التاريخ زيفها وبطلانها وهشاشتها فالحضارة الإنسانية هي نتاج جهد مشترك لكل الأمم والشعوب ولا يمكن أن تزدهر وتثمر دون تواصل فاعل فيما بينها واحترام متبادل لإسهاماتها العلمية والفكرية وخصائصها النابعة من تراثها وتقاليدها وعقائدها. وأشار معالي وزير الثقافة والإعلام إلى أن الترجمة هي التي فتحت الطريق الذي أفادت عبره الحضارة الغربية المعاصرة من الحضارة الإسلامية، وأن تنشيط حركة الترجمة، يظل ضرورة لتعظيم استفادة الأسرة الإنسانية من كل نتاج علمي أو فكري أو إبداعي لأبناء الثقافات المختلفة، مؤكداً أن تنوع مجالات الجائزة في العلوم الطبيعية والإنسانية يحقق هذا الهدف، ويؤسس لمعرفة رصينة بالخصائص الثقافية والحضارية للدول والشعوب، وهذه المعرفة ضرورة لحوار بناء هادف بعيداً عن دعاوى الهيمنة، أو محاولة فرض ثقافة بعينها على الثقافات الأخرى معرباً عن ثقته أن تسهم الأعمال الفائزة بالجائزة في إثراء المكتبة العربية في مجالات العلوم الحديثة التي لا غنى عنها لتحقيق التنمية، وتفتح نافذة للتعريف بإسهامات الحضارة العربية والإسلامية، وما تزخر به من نتاج علمي وفكري في كثير من المجالات.