أكد معالي محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة فهيد بن فهد الشريف أن جائزة الأمير سلطان لأبحاث المياه التي منحت للمؤسسة في مجال استخدام تقنية الأغشية متناهية الدقة في تحلية المياه المالحة تعد دافعاً قوياً للمؤسسة لبذل المزيد من الجهود لتوفير المياه الصالحة للاستخدام سعياً منها لإيجاد حل لقضية المياه التي أصبحت قضية عالمية ذات بعداً إنسانياً ودولياًُ. وأوضح أن المؤسسة العامة لتحلية المياه منذ أن بدأت أعمالها في إنتاج المياه المحلاة والكهرباء منذ 35 عاماً وهي تعمل جاهدة على تطوير تقنية التحلية وتوطينها، نظراً إلى أن المملكة والمؤسسة هي اكبر منتج للمياه المحلاة في العالم وتستخدم أحدث التقنيات ويجب أن يكون مقدار حجم المحطات وحجم الإنتاج تقارن بما يؤدي إلى تطوير وتحسين تقنية التحلية. وبيّن الشريف أن المؤسسة بدأت بفكرة إنشاء معهد أبحاث التحلية في الجبيل للعمل على حل الإشكالات فيما لو حصلت في محطة التحلية أو العمل على تحسين وتطوير تقنية التحلية الموجودة في العالم . وأشار إلى أن المعهد الذي بدأ عمله عام 1407 وطور كثيرا من أساليب عمل المحطات أثبت أنه يواكب التطورات ، فعمل على بعض التقنيات، مما أدى إلى تحسين وتطوير الأبحاث، وتنسب إليها تقنية النانو منذ عدة سنوات التي طبقت في حقل محطة إنتاج في أملج وسجلت في أكثر دول العالم بوصفها براءة اختراع للمعهد بعد أن أكدت جدارتها وأثبتت صحتها من خلال زيادة كمية المياه بأكثر من 30 بالمائة ، وتخفيض تكاليف الإنتاج بحوالي 30 بالمائة أيضاً وبالذات في قضية الطاقة الأكثر استهلاكا في محطات التحلية، وذلك بعد أن تم وضع التقنية الحديثة بجانب التقنية الكلاسيكية المستخدمة وثبت من خلال التطبيق أن التقنية الجديدة وفرت التكلفة وزادت في الإنتاج ورفعت كفاءة الأداء. وبيّن الشريف أن تقنية تحلية المياه مازالت عالية التكلفة رغم التطور ، خصوصاً في دول الخليج التي يبدو فيها أنتاج المياه عال نسبياً مقارنة باستخراج المياه من الآبار الجوفية ، مشيراً إلى أن المؤسسة العامة خطت خطوات متقدمة من خلال العمل مع العديد من مراكز الأبحاث في المملكة أو خارجها لتطوير تقنيات مختلفة سواء تلك الموجودة حالياً أو إيجاد طرق تقنية جديدة. وقال // لدينا اتفاقيات مع شركات يابانية لها باع في تقنية التحلية ، وكذلك مع جهات سنغافورية ، لتبادل الخبرات فيما بيننا في تقنية التحلية وإعادة استخدام المياه .. كما لدينا اتفاقيات بحثية مع شركة ارامكو السعودية ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية" ، مشيراً إلى أن اتفاقيات استخدام الطاقة الشمسية في تحلية المياه ما زالت في بداياتها . وأضاف الشريف أن المؤسسة تعمل على إبرام اتفاقية متطورة مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية ، وهناك تعاون مستمر مع مركز الأمير سلطان لأبحاث البيئة والمياه والصحراء ، فيما يتعلق بالعمل في تطوير المياه ومعالجة النقص على مستوى المملكة والعالم ، هذا إلى جانب محاولات للتعاون البحثي مع عدد من الجامعات السعودية الأخرى. وعبر معالي محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة عن شكره لمجلس جائزة الأمير سلطان العالمية للمياه على تفضلهم بمنح الجائزة للمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة ممثلة بذراع التقنية المتعلق باستخدام الأغشية متناهية الدقة في تقنية التحلية ، مما أدى إلى تخفيض تكلفة الإنتاج وزيادة إنتاجية المياه.