شهد عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله ، أكبر تحول في مفهوم التضامن الإسلامي نحو واقع ملموس لتعزيز التضامن وترسيخه، تمثل في دعم المنظمات والمؤسسات الاسلامية والانجازات الزاهرة في توسيع الحرمين الشريفين. ولم تكتف المملكة العربية السعودية بتقديم الدعم المادي والمعنوي للدول العربية الشقيقة، بل جعلت من مسؤولياتها أيضا تزويد المنظمات العربية بالكوادر السعودية القيادية المدربة احسن تدريب، وذلك للاسهام في قيادة المنظمات العربية بغية تحقيق الأهداف العربية المشتركة، وخدمة العمل العربي القومي المشترك، وهذا التوجه نحو الكفاءات السعودية الة للعمل العربي المشترك، هو أكبر دليل على اولوية العمل العربي المشترك وأهميته بالنسبة للمملكة العربية السعودية. الحرص على المشاركة ولقد دأبت المملكة العربية السعودية في حرص شديد على المشاركة في جميع المنظمات العربية التي تعمل ضمن منظومة العمل العربي المشترك، وذلك عن طريق التأكيد على الالتحاق بعضوية المجالس التنفيذية والجمعيات العمومية لهذه المنظمات، والعمل الجاد على اذكاء روح الفريق بما يكفل توجيه هذه المنظمات لخدمة الأغراض الأساسية التي أنشئت من أجلها، وتعتبر مشاركة المملكة بالقيادات السعودية في هذه المجالس والجمعيات تتويجاً للجهود الأخرى التي تقوم بها المملكة، من منطلق القناعة التامة بالإسهام بما ينفع العالم العربي. نسبة عالية ولقد بلغت نسبة هذه المساعدات في بعض سنوات عقد الثمانينات والتسعينات اكثر من 6% من إجمالي الدخل القومي، هذا في الوقت الذي لم تصل فيه الدول الصناعية في مجموعها إلى المعدل المتواضع الذي طالبت به الأممالمتحدة لتدفق المساعدات من الدول المتقدمة (الصناعية) الى الدول النامية وهو 0.7% من إجمالي الناتج القومي. المنظمات العربية: تسهم المملكة العربية السعودية في الدعم المادي والمعنوي للدول العربية، تأكيداً منها على المصير الواحد، وتجسيداً لإدراك المملكة العربية السعودية أهمية تلاحم الأمة العربية لتقف كالصف المرصوص يشد بعضه بعضاً، ومما لا شك فيه أن المسؤولية الاجتماعية التي تستشعرها المملكة العربية السعودية، نحو خدمة الأمة العربية، بكونها جزءاً لا يتجزأ من هذا الوطن العربي الكبير، جعلتها تدرج ضمن موازنتها السنوية مبلغاً يتم صرفه لخدمة هذا الهدف النبيل، ويتم هذا الدعم من خلال قنوات مختلفة، تتمثل في الدعم المادي السخي لجميع المنظمات العربية العاملة ضمن إطار جامعة الدول العربية (منظومة العمل العربي المشترك)، وكذلك في الدعم المعنوي المتمثل في الوقوف إلى جانب الأشقاء العرب في جميع ما يقع عليهم من الكوارث والمحن، ولا سيما القضايا المصيرية التي تأتي على قمتها القضية الفلسطينية، ومن هذا المنطلق أولت المملكة العربية السعودية عناية خاصة بالقضايا العربية، لما لها من أهمية بالغة ومكانة عالية، ولأنها من أبرز مجالات التلاحم وأسباب اجتماع كلمة العرب، ووحدة صفوفهم، وحفظ هويتهم، وترسية وترسيخ العلاقات فيها بينهم. دعم متواصل ودأبت المملكة العربية السعودية على دعم منظمات منظومة العمل العربي المشترك بالدعم السنوي المادي، وكذلك بتوفير القيادات اللازمة لأغلب المنظمات حتى تتمكن من القيام بواجباتها والمهام الملقاة على عاتقها لتصب في خدمة العمل العربي المشترك. تأكيد الدور وتأكيداً لدور المملكة العربية السعودية الذي يتمثل في إدراك هذا الوضع للدول النامية، ولما تواجهه من مصاعب اقتصادية واجتماعية، وحرصها على الارتقاء بالمصالح المشتركة، وضرورة التعاون والتضامن في المجتمع الدولي، حيث انها عضو مسؤول في هذا المجتمع، شرعت المملكة العربية السعودية في بناء جسور التعاون بين الدول النامية في كل قارات العالم، وذلك عن طريق تقديم العون والمساعدة الانمائية الميسرة من خلال عدة قنوات بأساليب مختلفة، منها الدعم المادي والقيادي المقدم للمنظمات العربية والإسلامية والدولية.