هناك الكثير من الأغذية التي تحافظ على سلامة القلب والجهاز العصبي من الأمراض من بينها تلك التي تحوي الأحماض الدهنية الغنية بال "أوميجا3" ذلك لأنها تساعد على منع الالتهابات وتخثر الدم وتخفض مستوى الكولسترول والدهون في الدم، وتعمل أيضاً على خفض ضغط الدم وتخفيف سرعة تراكم الدهون في الشرايين وبالتالي تحافظ على انتظام عمل القلب. وقد أفادت دراسة بريطانية حديثة بأن تناول جرعة يومية من "DHA" أوميجا3 يمكن أن يمثل طريقة بسيطة لتحسين مهارات القراءة عند بعض الأطفال ممن يعانون ضعف الأداء. ففي الدراسة التي قام بها باحثون من جامعة أكسفورد كان التركيز على عينة الأطفال الأصحاء الذين يعانون من ضعف التركيز والأداء الدراسي حيث قدمت لهم أقراص من الأحماض الدهنية المستخلصة من الطحالب من أجل قياس تأثيرها على تحسين أداء الأطفال. ومن المعروف أن هذا الحمض يتم استخلاصه من الأسماك أيضاً والأطعمة البحرية، وقد وجد أن معظم شعوب الدول المتقدمة لا يحصلون على ما يكفيهم من تلك الأحماض في نظامهم الغذائي الأمر الذي يمكن أن يساهم في الكثير من المشاكل الصحية سواء البدنية أو العقلية المنتشرة. كما كانت هناك دراسات سابقة لتأثير الأوميجا 3 على تحسين سلوكيات الطفل وتعلمه إلا أنها كانت تركز على نمو الأطفال الذين يعانون من اضطرابات في النمو العقلي مثل فرط النشاط، إلا أن تلك الحديثة ركزت على معرفة ما إذا كانت تلك الفوائد من الممكن أن تمتد لجميع الأطفال أم لا. وتكونت الجرعة العلاجية من 600 مليجرام من أوميجا 3 المصنعة من زيت الطحالب في مقابل عقار وهمي تم تصنيعه من زيت نباتي له نفس لون وطعم الأوميجا 3، واستمر الأطفال في الجرعات لمدة ستة عشر أسبوعا ثم ظهرت النتائج التي أوضحت أن تناول جرعة يومية من تلك الأحماض تعمل على تحسين مهارات القراءة لدى الأطفال الأضعف في القراءة، كما ساعدتهم في الوصول إلى مستوى زملائهم في الفصول الدراسية. وقد أكد الأطباء أن للأوميجا 3 علاقة مباشرة بارتفاع نسبة الذكاء والتركيز لدى الإنسان، لذلك فهي تعد غذاءً مهماً للمخ، بالإضافة إلى أنها تلعب دوراً مهماً في علاج الجلطات ومنع الإصابة بها فهي تقلل من لزوجة الدم وتمنع ترسيب الكولسترول على جدار الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى تقليل نسبة حدوث الجلطات ومنع انسداد الشرايين، لذلك ينصح الأطباء كل أم أن تحرص على أن يتناول أبناؤها الأطعمة التي تحتوي على الأوميجا 3. وبالإضافة إلى تلك الفوائد فإن نقص تلك الأحماض الدهنية يعتبر من العوامل الرئيسية للالتهابات المفصلية، فهي تخفف الآلام والتورمات والتهابات الجلد الناتجة عن التهاب المفاصل، كما أنها تعمل على تحسين المزاج باعتبارها أساسية لوظيفة الدماغ العصبية، إضافة إلى أن الذين يتناولون الأغذية الغنية بزيوت الأوميجا 3 يقل لديهم معدل الإحباط. وعلى الرغم من فوائدها الجمة إلا أن بعض الأطباء حذروا من تناول تلك المادة في صورة أدوية وعقاقير لما يمكن أن تسببه من سيولة في الدم؛ لأنها قد تتعارض مع أدوية أخرى إذا أسيء استخدامها، والأفضل تناولها عبر الأطعمة الغنية بها مثل أسماك التونة والسلمون والسردين وكذلك زيت بذر الكتان والزيت الحار، كما أنها تتواجد في أنواع من المكسرات مثل الجوز، كما تتواجد في الخضراوات والورقيات ذات اللون الغامق مثل البروكلي والخس.