أكد المستشار بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية عبد العليم محمد، أن الولاياتالمتحدةالأمريكية لم تصنع ثورات الربيع العربي، مبيناً أن هذه الثورات نتجت عن فساد وديكتاتورية بعض الحكام العرب. وأضاف عبد العليم خلال حواره لبرنامج حديث الثورة المذاع على قناة الجزيرة الفضائية أن السياسة الأمريكية ستراعي في المرحلة المقبلة الإعادة السريعة لتشكيل الواقع السياسي في المنطقة العربية حيث ستراعي تلك الأنظمة الجديدة مصالح شعوبها خاصة مع مطالب التغيير من تلك الشعوب، موضحاً أن مطالبة الشعوب بالتغيير قد تضطر الأنظمة العربية الجديدة إلى تحويل أهدافها نحو الوفاء بمتطلبات شعوبها. كما رأى أن مواقع التواصل الاجتماعي كمواقع فيس بوك ويوتيوب وتويتر كان لها دور كبير في السماح للشباب بالثورة على قياداتهم القديمة وكسر القيود الحكومية على الإعلام والتي كانت مصداقيتها محل تساؤلات كبيرة. وأوضح أن الولاياتالمتحدة تجني أحد ثمار تعاملها الخاطئ مع ثورات الربيع العربي، لافتاً إلى أن شعوب الربيع العربي ليست لديها رغبة للانصياع لديمقراطية حقيقية، ويظهر ذلك ببعض الأحداث المضطربة سياسياً مثل الفيلم المسيء لشخص الرسول(ص)، كما لا تمارس حكومات هذه الدول دورها في تنفيذ القانون بحزم، وكانت النتيجة وجود حالة من الفوضى. وأشار إلى أن الفيلم المسيء للرسول، والذي يدعو لمحاكمته، يسيء إلى المسلمين، ويؤجج الفتن، حيث ينتج عنه سلوك غير منضبط، مثل اتخاذ هذا الأمر ذريعة للهجوم على السفارة الأمريكية في بنغازي. واعتبر أن هذه الإساءة ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة، فمنذ عقدين تحديداً، وبعد سقوط الاتحاد السوفيتي، وبروز الإسلاميين، أصبح العالم يعيش في تصعيد مباشر أو غير مباشر، فيما يسمى بصدام الحضارات، وذلك بطرح الصراعات الدينية بديلاً عن الإيديولوجيات السياسية.