مرض النقرس وهو نوع من التهاب المفاصل، يظهر لدى الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع نسبة حامض «اليوريك» في الدم، مؤدياً إلى ترسب بلورات هذا الحمض في المفاصل، مما يؤدي إلى التهابات حادة، ومن ثم مزمنة، كما تترسب هذه البلورات في الكلي، مؤدية إلى حصوات متكررة، وفي بعض الأحيان، إلى قصور كلوي. وينتشر المرض بأربعة أضعاف في الرّجال منه لدى النساء, وينتشر بشكل أكثر في البلاد التي تتمتع بمستوى عال من المعيشة، ويصيب المرض الرّجال الذين تتراوح أعمارهم ما بين الثلاثين والخمسين سنة, ويصيب النّساء بعد سن الستين، ويكون من النادر حدوث المرض في الرجال دون الثلاثين والنساء دون الخمسين سنة، ويتم تشخيصه من خلال إجراء تحليل معملي للكشف عن زيادة نسبة حمض «البوليك» في الدم، بالرغم من أن ارتفاع معدل حمض «البوليك» في الدم لا يعني في كل الأحوال الإصابة بمرض النقرس. وقد أشارت دراسة علمية حديثة إلى أن ثمار الكريز مصدر لفيتامين “أ – ب – س“ وهو مضاد للأكسدة بفضل لونه الأحمر ومن شأنه أيضاً تخفيض خطورة مرض النقرس، وأوضحت الدراسة أن استهلاك الفاكهة تخفض نسبة حامض البوليك في الدم بحوالي 15% حيث إن النقرس يأتي نتيجة تراكم هذا الحامض، والذين يتناولون 100 جرام من الكريز في اليوم تخفض لديهم أعراض النقرس ومن ناحية أخرى فإن الكريز يكافح كل آلام الالتهابات ويقوي العضلات. والجدير بالذكر أن أعراض النقرس تتلخص في الألم الشديد في مفصل واحد مثل مفصل إصبع القدم الكبير أو مشط القدم أو الركبة, وتبدأ الأعراض عادة بشكل سريع ومفاجئ, وتسمى في هذه الحالة نوبة حادة، وكثير من النّاس يشتكون من هذه الأعراض أثناء المساء حيث يستيقظ المريض من نومه على ألم شديد وتورم واحمرار في المفصل المصاب بعد ذهابه إلى السرير وهو في صحة جيدة، وتصاب مفاصل الأطراف السفلية من الجسم عادةً بالمرض أكثر من مفاصل الأطراف العلويّة, وأغلب نوبات المرض الأولى الحادة تخفّ خلال مدة من ثلاثة إلى عشرة أيام. وتحدث لدى أكثر من نصف المرضى عودة لنوبات أخرى للمرض خلال سنة من حدوث النوبة الأولى, ومع مرور الوقت قد تصبح النوبات أكثر تكرارا, وقد تصيب أكثر من مفصل, وعند بعض المرضى النوبات الحادة قد تستمر لفترات أطول, والمرض يسمى في هذه الحالة بالمرض المزمن. وحول أسباب المرض، فقد يكون عامل الوراثة أحد أسبابه، حيث وجد أنه قد يصيب أكثر من شخص في العائلة الواحدة ويحدث غالباً أيضاً في تلك البلاد التي تتمتع بمستوى عالي من المعيشة, وأيضاً من الممكن أن يحدث المرض نتيجة استخدام بعض الأدوية (مثل مدرّات البول) التي كثيراً ما تستخدم في معالجة حالات ضغط الدّم المرتفع حيث تمنع هذه العلاجات إخراج حمض البول من الجسم بشكل كاف مما تجعل الحمض يتجمع في الجسم ويمكن أن تسبب في نوبة نقرس. وهناك أيضاً بعض الأمراض النادرة التي من الممكن أن تسبب حدوث المرض كأمراض الدم, ومنها سرطان الدم (اللوكيميا), أو مرض التورم في الغدد الليمفاويية (مرض الليمفوما), لأن الجسم يقوم خلال هذه الأمراض بإنتاج كمية كبيرة من حمض البول التي لا يستطيع الجسم التعامل معها وإخراجها بشكل كاف مما تترسب في الجسم وتحدث نوبات المرض. كما أن تناول أطعمة معينة بكميات كبيرة مثل المأكولات البحريّة والكبد واللحوم قد تساهم بحدوث نوبات للمرض ويمكن للأشخاص الذين يشربون الكحول أن يصابوا بنوبات من داء النقرس.