لم تكن هناك معلومات كافية عن إسهام الآباء في المستقبل الصحي لأبنائهم، فرغم ارتباط سن الأم بمشاكل تتعلق بعيوب صبغية أو كروموسومية مثل متلازمة داون وهي نوع من التخلف العقلي يسببه وجود كروموسومات مختلفة، أظهرت دراسة حديثة ارتباط سن الأب ببعض الأمراض التي قد تصيب أطفاله. فقد أظهرت أن الآباء الأكبر سنا أكثر تعرضا لأمراض مثل التوحد وانفصام الشخصية وذلك لأنهم أكثر احتمالا لحمل طفرات وراثية من الآباء الأصغر سنا وهذه الطفرات من الممكن أن تؤدي إلى تلك الأمراض. وقد قام العلماء بحساب عدد الطفرات الجديدة المرتبطة بسن الأب خلال فترة حمل الزوجة، وتوصلوا إلى أن الرجال الأكبر سنا أكثر ترجيحا بصورة ملحوظة لأن يولد أطفالهم بتغيرات وراثية ضارة. وما أشارت إليه الدراسة يلقي الضوء على أهمية سن الأب بناء على خطر الأمراض، فقد وجد العلماء أن مجموع الجينات للأطفال حديثي الولادة يحتوي على نحو ستين طفرة جديدة ذات مقياس ضئيل مقارنة بوالديهم وأن العدد الفعلي للطفرات الجديدة التي يحملها كل طفل كان يعتمد بقوة على سن الأب وليس الأم في وقت الحمل. وقد أوضح الباحثون أن الأب البالغ عشرين سنة ينقل نحو 25 طفرة جديدة لطفله، أما الأب البالغ أربعين سنة يمرر 65 طفرة الأمر الذي يعني أن لكل سنة إضافية في عمر الأب طفرتان إضافيتان تنتقل إلى الطفل. وعلى العكس، وجد العلماء أن عدد الطفرات المنقولة بواسطة الأم كانت دائما حوالي 15، بغض النظر عن السن،وهذه النتائج من الممكن أن تفسر ولو جزئيا الزيادة الأخيرة في التوحد بالنظر إلى تفكير الرجال في أن يكونوا آباء في مراحل تالية من حياتهم. فرغم من أن هذه الطفرات سيكون لها آثار خفيفة فقط، فإنها في المجمل يمكن أن يكون لها تأثير كبير على الصحة، فالاضطرابات متعددة العوامل الناتجة عن وظيفة الدماغ المعتلة مثل التوحد وخلل القراءة وانفصام الشخصية سريعة التأثر بسن الأب.