حساسية الأسنان من أكثر المشاكل شيوعاً، وهي حالة من عدم الارتياح أو الألم التي تصيب سن واحد أو مجموعة من الأسنان عند تناول مأكولات أو مشروبات ساخنة أو باردة أو سكرية أو حامضة أو حتى عند تنفس هواء بارد عن طريق الفم، وقد يكون الألم حادا أو مفاجئا أو وخزا باتجاه عصب سن معين أو مجموعة من الأسنان. ويعد السبب الرئيسي لحساسية الأسنان هو تآكل طبقة (المينا) العازلة للمؤثرات الخارجية والحرارة، إما بسبب التسوس أو تآكل السن، أو بسبب انكشاف جذور الأسنان وأحياناً أخرى تحدث الحساسية بسبب انكشاف جذور الأسنان نتيجة انحسار اللثة ولأنها غير مغطاة بطبقة المينا الصلبة، فإن هذه الجذور عند انكشافها تصبح حساسة جداً لمثل هذه المؤثرات، وفى أحيان أخرى أيضاً وجود أي تسوس في الأسنان قد يسبب الحساسية عند أكل المواد السكرية والحلوى. ويشير أغلب أطباء الأسنان إلى إنه من أهم العوامل التي تسبب تفاقم مشكلة حساسية الأسنان هي تفريشها بطريقة خاطئة وعنيفة وذلك عن طريق استخدام طريقة النحت، أو تفريشها بفرشة أسنان ذات شعيرات خشنة، مما يضعف طبقة المينا على الأسنان وخاصة في منطقة الضروس والأنياب، وهذا يؤدي بدوره إلى تآكل طبقة المينا وانحسار اللثة مما يجعل طبقة العاج عرضة للمثيرات الخارجية. وأيضاً يمكن أن يصاب الإنسان بحساسية الأسنان عندما تتعرض أسنانه للكسر البسيط أو التآكل بسبب الجزّ عليها أثناء الليل (طحن الأسنان) أو أي سبب آخر مما يؤدي إلى تآكل طبقة المينا وانكشاف طبقة العاج الحساسة والتي تصبح عرضة للتسوس والألم. كما أنه من أعراض أمراض اللثة، انحسارها مما يؤدي إلى تكشف الجذور وجعلها عرضة للحساسية المفرطة أحياناً، وقد يصاحب ذلك تسوس الجذور مما يزيد الأمور تعقيداً وألماً، ولذلك فإن علاج اللثة ضروري جداً وقد يحتاج إلى جراحة لثوية تهدف إلى ترقيع المنطقة المصابة. وأيضاً تناول بعض المشروبات الغازية والحمضية باستمرار يعتبر من أهم مسببات حساسية الأسنان. فتعريض الفم إلى وسط حامضي باستمرار يسبب تآكل طبقة المينا، مثله في ذلك مثل عملية تسوس الأسنان والناتجة في المقام الأول من الأحماض التي تنتجها البكتيريا من السكريات وجير الأسنان والتي تنخر في الأسنان مبتدئة عملية التسوس. وقد أثبتت العديد من الإحصائيات العلمية أن غالبية الناس معرضون إلى حساسية الأسنان والتي تعتبر من المشاكل الطبيعية الناتجة عن العمر، وتبلغ معدلات الإصابة بحساسية الأسنان ذروتها عند عمر الثلاثين. وبعد ذلك تبدأ بالانحسار عند بلوغ سن متقدمة أحياناً؛ بسبب تكيف الأسنان مع هذه الحساسية والتي تؤدي إلى تكون طبقة حامية من العاج من الداخل مما يؤدي إلى انحسار اللب. وللوقاية من حساسية الأسنان يجب اتباع الطرق الصحيحة لنظافة الفم والأسنان، فالشخص الذي يعاني من الحساسية المفرطة يجب أن يستخدم فرشة أسنان ذات شعيرات ناعمة بطريقة رقيقة، حيث يجب الاعتماد على اهتزاز الشعيرات عند التفريش وليس على حركة الفرشة في اتجاهات مختلفة. كما يجب أيضاً الابتعاد عن استخدام المساحيق والمعاجين المبيضة باستمرار، لما بها من خطورة إذا أسيئ استخدامها، ويجب أن يتم استعمالها تحت إشراف الطبيب حيث إن هناك بعض الإرشادات المهمة عن طرق استخدامها، كما ينصح أحياناً باستخدام بعض أنواع غسول الفم المحتوي على الفلوريد لما هو معروف عن تأثير هذه المادة على إعادة الصلابة لأسطح الأسنان. وقد ذكرت دراسة أعدها باحثون في تايوان أن الأشخاص الذين يعتادون تنظيف أسنانهم بشكل منتظم لدى الطبيب تقل لديهم بنسبة 24% مخاطر الإصابة بأزمات قلبية، وبنسبة 13% احتمالات الإصابة بالسكتة الدماغية، مقارنةً بغيرهم من الذين لم يقوموا بمثل هذا الإجراء.