بالرغم من المخاطر الصحية التي تنطوي على صيام مرضى السكر، إلا أن الأبحاث الطبية أظهرت أن 50 مليون مريض بالسكر يواصلون صيامهم دون اتباع النصائح الطبية التي يقدمها الأطباء لهم. و يمكن أن يتسبب السكر في مضاعفات خطيرة قد تصل للوفاة، إذا لم يتم التعامل معه وعلاجه بشكل صحيح، وطبقاً لأحدث أرقام الاتحاد العالمي للسكري، يتوفى أكثر من 65000 مواطن مصري كل عام نتيجة الإصابة بمرض السكر ومضاعفاته. ويعد قرار الصيام قرارا شخصيا، ولكن طبقاً لما يراه المختصون في مجال الرعاية الصحية يعفى غالبية الذين يعانون من مرض السكري من الصيام، وتوصي التوجيهات بأنه ينبغي على المريض التحدث مع أخصائي الرعاية الصحية المتابع لحالته قبل شهر أو من بداية شهر رمضان. وهناك أنواع من الأشخاص مصابون بالسكري ويتعين عليهم تجنب الصيام لأنهم معرضون لخطر كبير من المضاعفات المرتبطة بصيامهم، ويتمثلون في من يعانون من انخفاض شديد في سكر الدم خلال الثلاثة أشهر السابقة لشهر رمضان، وأيضاً الذين يعانون من انخفاض متكرر في سكر الدم وفقدان الوعي بسبب نوبات نقص السكر وأيضاً الذين يعانون من التحكم الضعيف في سكر الدم. فيمكن أن يؤثر الصيام على مستويات السكر في الدم نظراً للامتناع عن الطعام طوال النهار بحيث لا نستطيع تلبية احتياجات الجسم، ويمكن أن تزيد الفجوة الزمنية الطويلة بين تناول الطعام وأدوية معينة للسكري من خطر انخفاض سكر الدم، لذلك من المهم فحص مستويات سكر الدم بعدد مرات أكثر من المعدل الطبيعي أثناء الصيام. وتتراوح أعراض انخفاض سكر الدم لدى الأشخاص المصابين بالسكري بين الأعراض الخفيفة إلى الأعراض الشديدة وتشمل الارتباك، الدوخة، النعاس، ضربات القلب السريعة، الشعور بالعصبية الشديدة، الصداع، الجوع، التهيج، التعرق، الضعف. ومن المهم للغاية المحاولة بأي طريقة لمنع انخفاض سكر الدم لأنه يمكن أن يؤدي إلى عواقب طبية شديدة قد تتمثل في فقدان الوعي والنوبات والتشنجات مما يستدعى علاجاً طارئاً. أما زيادة السكر في الدم فيمكن أن يؤدي تكراره لفترات طويلة إلى تلف الأعصاب والأوعية الدموية والأعضاء الأخرى في الجسم، وتشمل أعراضه فقدان الوزن، زيادة العطش، فقدان التركيز، الإعياء، الصداع، التبول المتكرر. و الأعراض الأخرى تتمثل في أن التناول المحدود في السوائل أثناء الصيام قد يسبب الجفاف أو الفقدان المفرط لسوائل الجسم والذي قد يكون في البيئات الأكثر حرارة ورطوبة، حيث يسبب ذلك جفاف الفم وتشنجات العضلات والغثيان والتقيؤ وخفقان القلب، وقد يحدث أيضاً زيادة في خطر تخثر أو تجلط الدم داخل الأوعية الدموية بسبب الجفاف، وقد تشمل أعراض التخثر الألم والانتفاخ في موقع تجلط الدم وألم شديد في المنطقة المصابة وظهور طفح جلدي مع حكة أو دفء الجلد . ويحتاج مريض السكر إلى بعض النصائح للتعامل مع مرضه من جانب أخصائي الرعاية الصحية المتابع لحالته، فقد تزيد بعض أدوية علاج السكري من خطر انخفاض سكر الدم أثناء الصيام أو قد يحتاج العلاج إلى تغيير خلال شهر رمضان للتقليل من خطر انخفاض السكر في الدم. و أيضاً من الضروري عند الصيام أن يقوم المريض بمراقبة مستويات سكر الدم بشكل متكرر خلال اليوم، كما يجب أن يكون النظام الغذائي صحيا ومتوازنا خلال شهر رمضان، فيجب محاولة تناول أغذية مثل القمح والسيمولينا والفول في السحور قبل بداية الصيام لأن هذه الأغذية تطلق السكر ببطء وسوف يعمل ذلك على استقرار مستويات سكر الدم ويساعد في التخفيض من الرغبات الشديدة للأكل ومن الشهية خلال ساعات الصيام. كما ينصح عند الإفطار بتناول الأغذية التي تطلق السكر بسرعة مثل الفواكه التي تزيد سريعاً من مستويات السكر في الدم وتتبع بالكربوهيدرات بطيئة المفعول، ويجب أيضاً تجنب الأغذية التي ترتفع فيها نسبة الدهون المشبعة مثل السمن والسمبوسة، كما يستحسن زيادة تناول السوائل أثناء ساعات الإفطار. وينبغي أيضاً الحفاظ على النشاط اليومي المعتاد أثناء الصيام والمشاركة في التمارين الخفيفة إلى المعتدلة الآمنة، ولكن من الأفضل تجنب التمارين المجهدة خاصة عند قرب الإفطار عندما تكون مستويات سكر الدم آخذة في الانخفاض؛ لأن ذلك قد يزيد من خطر انخفاض سكر الدم، كما يجب اعتبار صلاة التراويح المنتظمة جزءاً من ممارسة التمارين الخاص بك.