تجدد القصف المدفعي من قوات النظام السورية أمس على حي التضامن في دمشق، ويترافق مع اشتباكات في حيي كفرسوسة وجوبر في العاصمة، بحسب ما افاد ناشطون، وذلك غداة يوم شهد "اعنف الاشتباكات" في العاصمة منذ بدء الاضطرابات في سوريا قبل 16 شهرا. وقالت لجان التنسيق المحلية في بيانات متعاقبة ان "القصف المدفعي العنيف تجدد على حي التضامن منذ الصباح الباكر"، مشيرة الى "اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وجيش النظام"، سبقتها قرابة الخامسة (2,00 ت غ) اشتباكات مماثلة على المتحلق الجنوبي في حي كفرسوسة. واوضح المرصد السوري لحقوق الانسان ان اشتباكات الفجر وقعت بين مقاتلين معارضين "وعناصر رتل للقوات النظامية كان يمر في المنطقة". وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان ان "حشودا أمنية وعسكرية اتجهت بعيد السادسة صباحا الى حي الميدان في دمشق عبر طريق المتحلق الجنوبي" وتضم شاحنات عسكرية مليئة بالجنود و"ثلاثة مدافع مسحوبة مع العربات ومغطاة بشادر أبيض". وروى احد سكان مدينة جرمانا الواقعة على طريق مطار دمشق الدولي لوكالة فرانس برس انه "لم ينم طيلة الليلة الماضية". وقال "كانت هناك ساحة حرب حقيقية امس، وكانت اصوات القذائف واطلاق النار تسمع في البلدات الواقعة على طريق المطار حتى ساعات الفجر الاولى".وذكر احد سكان حي التضامن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس انه لا يستطيع الخروج من الحي، بسبب الاشتباكات. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان "ان المعارك الاعنف" منذ بدء الاضطرابات في منتصف آذار/مارس 2011 "وقعت في احياء التضامن وكفر سوسة ونهر عايشة وسيدي قداد وقداد"، مشيرا الى ان "قوات الامن تحاول السيطرة على هذه الاحياء الا انها لم تتمكن من ذلك حتى الان". وحذر المجلس الوطني السوري المعارض المجتمع الدولي "المتردد والعاجز" من "النتائج الكارثية" ل"معارك المصير" التي تشهدها مدينتا دمشق وحمص، مؤكدا ان نظام الرئيس بشار الاسد حول العاصمة الى "ساحة حرب يشنها على الاحياء الثائرة". ولا تزال احياء في مدينة حمص في وسط البلاد تشهد قصفا من قوات النظام التي تحاول اقتحامها والسيطرة عليها، يترافق مع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والجيش السوري الحر، بحسب المرصد وناشطين. ودعت بعثة المراقبين الدوليين الاحد بعيد زيارتها الثانية الى بلدة التريمسة في ريف حماه السلطات السورية الى "التوقف عن استخدام الاسلحة الثقيلة" ضد التجمعات السكنية في سوريا، بعد ان اكدت ان هذه السلطات استخدمت الاسلحة الثقيلة في هجومها على هذه البلدة في الثاني عشر من تموز/يوليو، رغم نفي السلطات السورية لهذا الامر على لسان المتحدث باسم الخارجية السورية. وجاء في بيان صادر عن المتحدثة باسم هذه البعثة سوسن غوشه ان بعثة المراقبين "تدعو الحكومة السورية الى التوقف عن استخدام الاسلحة الثقيلة في التجمعات السكنية واتخاذ كل الاجراءات اللازمة للحد من الاصابات في صفوف المدنيين". واكد البيان ان القوات النظامية السورية "استخدمت اسلحة مباشرة وغير مباشرة ومن ضمنها المدفعية والهاون واسلحة خفيفة" في هجومها على التريمسة. واضاف البيان ان الخبراء العسكريين والمدنيين الذين شاركوا في زيارة البلدة اكدوا ان "اكثر من 50 منزلا احرقت او دمرت" في التريمسة وان "بقعا من الدماء واشلاء بشرية شوهدت في عدد من المنازل".