برعاية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكةالمكرمة وبتشريف صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز محافظ محافظة جدة شهدت مدينة جدة أمس الأحد حدثاً مميزاً يأتي في إطار الجهود المبذولة من الجهات المختلفة لنشر التوعية بأسس القيادة الآمنة من أجل خفض معدل حوادث الطرق والوفيات الناتجة عنها في المملكة العربية السعودية، والذي يعد أحد أعلى المعدلات في العالم. فعلى أرض ميدان جدة للسباق أعلن رسمياً افتتاح أكاديمية صفرا للقيادة الآمنة، أول أكاديمية في العالم العربي تقدم برامج توعية وأساليب للقيادة الآمنة في الطرقات العامة , بالتعاون مع الأكاديمية الوطنية للقيادة الآمنة بالولايات المتحدةالأمريكية، والمنظمة العربية للسلامة المرورية، ومجلس جدة للمسئولية الاجتماعية بالغرفة التجارية الصناعية بجدة، والمنظمة الملكية للوقاية من الحوادث بالمملكة المتحدة، وبدعم من شركة نيسان الشرق الأوسط. وقد اكد صاحب السمو الملكي، الأمير فيصل بن سعود بن عبد المحسن أن هذه الأكاديمية، ومن قبلها ميدان جدة لسباق السيارات والدراجات النارية، ما كانا ليظهرا إلى النور لولا الله ثم ما وجدناه من دعم لا محدود من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، يحفظه الله، والجهات الحكومية التي ساندتها في كل خطوة اتخذتها نحو تحقيق هدفها بإنشاء أول حلبة للسيارات والدراجات النارية في المملكة وأول أكاديمية للتوعية بالقيادة الآمنة على مستوى العالم العربي. وقال سموه:"لا يفوتني هنا الإشارة إلى ما لاقيناه من دعم من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود، أمير منطقة مكةالمكرمة، ومن قبل صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز محافظ جدة واهتمامهما الشخصي بهذه الاكاديمية والذي حول الحلم الى حقيقة".وعبر سموه عن الشكر والتقدير لسموهما على ذلك، و للشركاء و الداعمين لإنشاء هذه الأكاديمية، ولضيوف حفل افتتاح الاكاديمية، راجياً من الله العلي القدير أن يوفق القائمين على الأكاديمية لتحقيق أهدافها المرجوة في نشر التوعية كي تعم أساليب القيادة الآمنة طرقات المملكة العامة، ويزيد الوعي بالسلامة على الطرق في المملكة العربية السعودية، ويتم غرس الإحساس الجماعي بالمسئولية الاجتماعية لجعل طرقنا أكثر أماناً. ومن جانبه أوضح الشيخ يوسف أحمد يوسف زينل أنه وكما للدولة وحكومة المملكة العربية السعودية الرشيدة دورا كبيرا في تنمية المجتمع السعودي والإرتقاء بمستواه، فإن للمجتمع المدني دورا مساندا وداعما لدور الدولة في مجالات وأنشطة كثيرة من ضمنها هذه الأكاديمية. في الوقت ذاته أوضح مشعل عبد المحسن السليمان رئيس الأكاديمية أن رسالة الأكاديمية تكمن في تقديم برامج توعية وأساليب عملية وشاملة للقيادة الآمنة في الطرقات العامة، وملائمة لجميع السائقين وللركاب المرافقين مهما تنوعت مركباتهم. وأشار إلى أن برامج الأكاديمية المطورة من قبل الأكاديمية الوطنية للقيادة الآمنة بالولايات المتحدةالأمريكية، أساساً، تستهدف تطبيق أساليب القيادة الآمنة في الطرقات العامة، وزيادة الوعي بالسلامة على الطرق في المملكة العربية السعودية، وغرس الإحساس الجماعي بالمسئولية الاجتماعية لجعل طرقنا أكثر أماناً. وأوضح أن من القواعد الرئيسية المغطاة في برنامج الأكاديمية- الوعي بالمخاطر الحالية على الطرقات العامة، وسائل السلامة المتوفرة في المركبة والطرق السليمة لاستخدامها، أساليب تجنب الحوادث، التصرف السليم عند وقوع حادث، القيادة الصحيحة والآمنة مع الأطفال والرضع، بناء الثقة خلف المقود. وأعرب العميد أمين بن عبدالحميد قشقرى، نائب رئيس المنظمة العربية للسلامة المرورية عن سعادة المنظمة بأن تكون حاضرة ومشاركة كشريك فاعل في حفل افتتاح هذه الأكاديمية ووصفها بأنها المشروع النوعي الذي ينطلق كبرنامج فريد في العالم العربي ويسعى إلى تقديم أساليب عملية وتوعوية شاملة للقيادة الآمنة وغرس الإحساس الجماعي بالمسئولية الإجتماعية تجاه الطرق. وأكد أن المنظمة العربية تؤمن بأن هذا المشروع سوف يكون أحد البرامج الخلاَقة الموجهة للإهتمام بالشباب وتغيير أنماط السلوك المرورية في المجتمع بما يعززالأهداف التي يسعى الجميع لتحقيقها والوصول إليها من حيث تخفيض اعداد الوفيات والإصابات. معربا عن الأمل في ان يمتد هذا المشروع ليشمل كافة مدن المملكة لتعم الفائدة. ومن جانبها، أكدت السيدة الفت قباني، رئيسة مجلس جدة للمسئولية الاجتماعية بالغرفة التجارية الصناعية بجدة أن أرواح أفراد المجتمع أغلى ما يملكه الوطن، والحفاظ عليها بكل السبل هو أحد أهم أولويات القطاعين الحكومي والخاص، وحيث أن حوادث الطرق تشكل سبباً رئيساً في ارتفاع معدل الوفيات، خاصة وأن 40% من الذين يقعون في الحوادث في المملكة هم من فئة الشباب، لذا، فإن العمل على تقليلها والحد منها، يتطلب العناية الدائمة وبذل كافة الجهود والإمكانيات المتاحة بمعالجة أسبابها والتخفيف من آثارها، والحفاظ على أرواح الشباب عماد المستقبل، مسئولية اجتماعية تقع على عاتق الجميع. وقالت:" إننا إذ نحتفل اليوم بافتتاح هذا النموذج الرائع للعمل المسئول اجتماعياً الذي تقدمه شركة صفرا المحدودة و شركة السباق المتحدة، فإننا نقدر ونثمن لها هذا الجهد وهذا العطاء، ويحق لنا الفخر والإعتزاز بكوادرنا الوطنية، التي تؤكد القواعد المتينة التي تربى عليها أبناء هذا الوطن". وتهدف الأكاديمية إلى تخريج 20000 منتسب للأكاديمية في السنة الأولى من تشغيلها في مرافق خاصة بذلك عبارة عن مبنى الأكاديمية الذي يحتوي على قاعة للمحاضرات تستوعب 100 منتسب وساحة للتدريب العملي بمساحة 50000 متر مربع لمن يحمل رخصة قيادة نظامية و سارية المفعول، وعن طريق محاضرين ومدربين سعوديين تم تأهيلهم من قبل الأكاديمية الوطنية للقيادة الآمنة بالولايات المتحدةالأمريكية. والمنتسبون لهذه الأكاديمية هم من جميع شرائح المجتمع مع التركيز على طلاب المدارس والجامعات و الكليات العامة و الخاصة. ولتحقيق ذلك، تقدم الأكاديمية الانتساب مجاناً وذلك عن طريق شراء الشركات، والمؤسسات والأفراد منحا للانتساب للأكاديمية تمنح للمنتسبين. ويذكر أن الإحصاءات المتوفرة توضح أن 270 ألف حادث سيارة يقع كل عام بالمملكة التي سجلت أعلى نسبة حوادث قاتلة بين كافة دول الخليج العربية، حيث أن شخصاًواحداًيقتل ويصاب ثمانية كل ساعتين، كما تحدث 32 ألف إصابة متعلقة بحوادث المرور سنوياً.