تحتل محمية جبل شدا الأعلى الجنوب الغربي من منطقة الباحة شمال غرب محافظة المخواة على مساحة تبلغ 67 كيلومتراً مربعاً. حيث يمر طريق المخواة الباحة بمحاذاة السفوح الشرقية لجبل شدا. ويصعد جبل شدا الأعلى إلى قرية الكبسة وهو طريق وعر وله فروع أكثر وعورة تصل لبعض القرى المهجورة وكذلك إلى قرن الجرفاء، وهناك طريقان يصعدان الجبل من وادي مليل من ناحية الجنوب الشرقي ووادي نيرا جهة الجنوب الغربي. ويعد الجبل امتداداً لجبال السروات إلى الغرب موازيا لها، وقد تكوّن نتيجة لحركة الرفع للدرع العربي قبل ملايين السنين، وكوّن منطقة انتقالية بين رف البحر الأحمر ومرتفعات السروات. كما يرتفع الجبل عن سطح البحر بحوالي 2200 مترا. وتتكون مرتفعاته من صخور بازلتية تنحدر منها أودية. والجبل عبارة عن صخور جرانيتية تناسب عملية الإنبات الطبيعي في جميع سطوحها، لنوعية تربتها واحتفاظها بمياه الأمطار، لذلك فهي مزدهرة بصور الحياة الفطرية. أما البروزات الصخرية فهي منحدرة بطريقة حادة فوق الجبال وعلى جوانب التلال. وتحوي في معظم أجزائها مجاري وأودية كبيرة متقطعة تبدأ عشوائية وتتحد في شبكة متشعبة تصب في الأودية الكبيرة. والمتساقط من جوانب الجبل خصوصا في المستنقعات وفي المدرجات القديمة التي تحجز التربة للاستخدام الزراعي يتكون منه التربة الطينية المخلوطة بحبيبات الجرانيت المتفتتة. ويعد العرعر والعتم (الزيتون البري) أهم ما تحويه المحمية من أشجار، بالإضافة إلى العديد من الشجيرات والأعشاب، أما الحيوانات الموجودة فيها فأهمها النمر العربي والضبع المخطط والذئب العربي والثعالب والوشق. أما عن النمر العربي فيعتبر الملاذ الأخير له لما من ميزة فريدة عن غيره، فقد وجدت فيه النمور حتى وقت قريب، ونظراً للإمساك بأحد النمور في هذه المنطقة بغرض إكثاره وإجراء البحوث عليه في المركز الوطني لأبحاث الحياة الفطرية، فقد أصبح من المهم إعلان حماية جبال شدا كموطن رئيسي للمحافظة على النمر العربي الذي يصنف عالمياً على أنه من الأنواع شديدة الندرة المهددة بالانقراض. ويعتبر جبل شدا الأعلى موقع جذب للعديد من الدراسات النباتية والحيوانية وذلك لتميزه في مختلف الجوانب البيئية، حيث أجريت به عدد من المسوحات الأرضية والجوية ودراسة الأنواع النباتية والحيوانية والمواطن والملاذات الهامة. وتنقسم المحمية إلى قسمين: الأول هو محمية طبيعية تمثل المنطقة المركزية الأساسية في الحماية البحتة وتمثلها قمم جبل شدا الأعلى وسفوحه. أما الثاني فهو محمية موارد مستغلة تمثل النطاق المحيط بالمنطقة الطبيعية وأهم أنشطتها هي المحافظة على مصادر المياه وتنميتها وزراعة المدرجات التقليدية ودعم زراعة البن الشدوي، وهو نوع فريد وغالي الثمن بالإضافة إلى إنتاج العسل البري والمحافظة على البيوت الحجرية القديمة ودعم مشروعات السياحة البيئية مثل تسلق الجبال ومشاهدة الحياة الفطرية. ويعد هذا النطاق بمثابة الحماية والوقاية لمواقع المحمية الطبيعية.