نبّه الباحث عبدالرحمن الزندي في رسالة الماجستير التي أعدها عن التنوع النباتي في جبل شدا في المملكة العربية السعودية أن هناك أخطارًا تواجه الغطاء النباتي في جبل شدا مشيرًا في ذلك إلى ما شوهد من وجود الكثير من قطعان الأغنام حيث تزيد الحمولة الرعوية مما يؤدي إلى القضاء على العديد من الأنواع النباتية وهي في مراحل نموها المبكرة بالإضافة إلى تقطيع وتكسير أفرع الأنواع النباتية الأخرى، وشوهدت كذلك الكثير من معدات شق الطرق، وهي تقوم بتوسعة الطرق المؤدية إلى جبل شدا وما ينتج عن ذلك من تدمير للبئية وجرفة للتربة كما شوهد نشوب عدد من الحرائق الطبيعية والتي تحدث بفعل الصواعق التي تضرب القمم العالية من جبل شدا، بالإضافة إلى الحرائق التي تحدث بفعل المتنزهين. وقد أوصى الباحث الزندي من خلال بحثه بنشر الوعي البيئي بين المواطنين وتعريفهم بأهمية المحافظة على البئية والتنوع الاحيائي بصفة عامة والتنوع النباتي بصفة خاصة في جبل شدا وذلك للحد من أثر الأنشطة المدمرة للبيئة وتنظيم عملية الرعي من أجل المحافظة على الأنواع النباتية، وكذلك توفير مركز للدفاع المدني بجبل شدا لسرعة مباشرة أي حريق قبل أن يدمر الأنواع النباتية، وإعادة زرع شجر العرعر خاصة أن هذا النوع كان من الأنواع النباتية التي تميز بها جبل شدا، كذلك تكثيف الدراسات المتخصصة على نباتات جبل شدا وبيئاتها للتعرف على المخزون الطبيعي الضخم في جبل شدا وطرق المحافظة عليه، وضرورة مشاركة مختصين في مجال البيئة عند التخطيط لشق الطرق في جبل شدا من أجل تجنب العشوائية التي قد تدمر محتويات البيئة. موقع الجبل وطبيعته يقع جبل شدا في منطقة الباحة في الجنوب الغربي للمملكة العربية السعودية على بعد (800) كم من عاصمتها الرياض، ويقف كالطود شامخًا بين جبال تهامة قاطبة، تعانق قمته السحاب. ويمتاز هذا الجبل بموقعه الجغرافي وتاريخه العريق، ويتكون من مظاهر تضاريسية متباينة ومتفاوته في الارتفاع بحيث تصل بعض القمم الجبلية فيه إلى ارتفاع يضاهي جبال السراة، فجبل شدا الأعلى يبلغ ارتفاعه أكثر من 2300م فوق سطح البحر والأسفل يقل عن ذلك بقليل ويضم العديد من القرى التي لا زال يقطنها عدد من السكان بالرغم من الهجرة الكبيرة التي يعاني منها الجبل والتي تشكل خطرًا كبيرًا على بيئة الجبل والحياة فيه وذلك يعود لأسباب منها توسع رقعة الوظائف لمواطني هذا الجبل وصعوبة الوصول إليه. ولقد أصبح جبل شدا موقعًا جذبًا للعديد من المهتمين بالدراسات النباتية والحيوانية وكذلك للراغبين في الاستثمار السياحي وذلك لتميزه في مختلف الجوانب البيئية، حيث يقع بين طريق محافظة قلوة ومحافظة المخواه في الجهة الشرقية لجبل شدا. وتبدأ قاعدته من ارتفاع 550 م ويصل في أعلى ارتفاع له إلى 2215م فوق مستوى سطح البحر، وهناك عدة طرق لهذا الجبل والتي تؤدي إلى مجموعة من القرى في هذا الجبل. وقد أجريت أولى المسوحات الأرضية والجوية عام 1408ه تقريبا تلتها دراسة الأنواع النباتية والحيوانية والمواطن والملاذات الهامة. ويتكون جبل شدا الأعلى من صخور جرانيتية والتي تناسب عملية الإنبات الطبيعي في جميع سطوحها، وتربتها المسامية وتحتفظ بمياه الأمطار. وتحوي في معظم أجزائها على مجاري وأدوية كبيرة متقطعة تبدأ عشوائية تتحد في شبكة متشعبة كاملة التكوين تصب في الأودية الكبيرة. وتوجد التربة الطينية مخلوطة بحبيبات الجرانيت المتفتتة التي تتساقط من جوانب الجبل خصوصا في المستنقعات وفي المدرجات القديمة التي تحجز التربة للاستخدام الزراعي. إن عامل الوعورة والارتفاع جعل الجبل يستفيد كثيرا من الضباب والسحب القادمة من البحر الأحمر وكذلك وفر للنباتات الحماية الطبيعية من الرعي الجائر أو الاحتطاب. وجد أن المجموعات النباتية غالبًا ما تميل بصفاتها التصنيفية إلى الأنواع الإفريقية كما أن مثيلاتها الأوروبية تحتل مواقع قليلة في قمم جبل شدا. زيارة البريطانية شيلا وبينت الدراسات وجود ثلاثة مجتمعات نباتية يتميز بها هذا الجبل وهي مجتمع الضهيان ومجتمع العدن ومجتمع العتم ويتميز الغطاء النباتي في الجبل بالتنوع والكثافة حيث سجلت الدراسة 392 نوعًا نباتيًّا تنتمي إلى 82 فصيلة، وقد سجلت عالمة النبات البريطانية “شيلا” عند زيارتها إلى جبل شدا عام 1993م 509 نوعًا نباتيًّا تتبع ل(83) فصيلة، وبينت هذه الدراسة وجود 63 نوعًا نباتيًّا شجريًّا وتشكل 16%، و98 نوعًا نباتيًّا شجيريًّا وتشكل نسبة 25%، و172 نوعًا نباتيًّا من الأعشاب المعمرة وهي الأكثر سيادة وانتشارًا في جبل شدا وشكلت ما نسبته 44%، و58 نوعًا نباتيًّا أعشاب حولية وتشكل نسبة 15 % كما بينت الدراسة وجود 27 نوعًا نباتيًّا مهددًا بالانقراض و66 نوعًا نباتيًّا طبًا و45 نوعًا نباتيًّا عطريًّا و15 نوعًا نباتيًّا سامًّا و33 نوعًا نباتيًّا من النباتات المأكولة من قبل الإنسان.