تحقق في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز تقدم كبير في وضع المرأة في المجتمع السعودي ومنحها الكثير من الفرص في شتى المجالات، فتبوأت العديد من المناصب القيادية، وكان ذلك إيماناً منه بأن المرأة جزء لا يتجزأ من المجتمع وعنصرا هاما في تطوير النهضة التعليمية والاقتصادية بالمملكة. وها هي قد أثبتت جدارتها كمستشارة لباقي الوزارات البلدية والقروية السعودية، وكمساعد لآمين الأمانة في جدة، إنها الدكتورة أروى الأعمى، مساعد أمين محافظة جدة لشؤون تقنية المعلومات بالأمانة، التي تعد بمثابة أول امرأة تشغل منصباً قيادياً في تقنية المعلومات بالجهات الحكومية في المملكة، بعد سجل عملي حافل بدأ في جامعة الملك عبد العزيز، فقد عملت كمشرفة على قسم الحاسبات وتقنية المعلومات في الجامعة بعد استحداثه وتدرجت فيه لتصل إلى مرتبة وكيل كلية الحاسب الآلي، كما عملت مستشاراً للتقنية بمجموعة «صافولا» لعدة سنوات، لتعمل بعدها في أمانة مدينة جدة كمستشارة للأمين في بداية توجه الأمانة لإدراج العنصر النسائي ضمن طواقم موظفيها. وقد حصلت الأعمى على درجتي الماجستير والدكتوراه في علوم الحاسبات من جامعة جورج واشنطن ولديها العديد من الأوراق العلمية المنشورة بما فيها ما نشر من قبل " IEEE " و" ACM "، كما حصلت على عدة منح بحثية تتضمن منحة "VanGuard" الأمريكية والمركز الطبي بجامعة جورج تاون وجامعة الملك عبد العزيز، هذا وقد حصلت على عدة جوائز منها جائزة عالمية مقرها الولاياتالمتحدة في مجال البحث العلمي من مايكروسوفت و"ACM" وجائزة الإنجاز الوطنية للتعاملات الإلكترونية الحكومية من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، وجائزة الأكاديمي المتميز من مايكروسوفت العربية. وقد شاركت في عدة لجان وطنية هامة مثل اللجنة الاستشارية لمشروع إعداد الخطة الوطنية الإستراتيجية للتعاملات الإلكترونية الحكومية بالمملكة للسنوات 1432 – 1437 ه، وكذلك الخطة الوطنية للعلوم والتقنية، واللجنة الوطنية النسائية العليا لمجالس الغرف التجارية السعودية وغيرها. وآمنت الأعمى بأنه لا يوجد فرق بين السيدات والرجال، وأن الكفاءة هي الأمر الأساسي للمفاضلة بينهما وأن السيدات دائماً ما يتمتعن بالدقة والصبر، وهو ما يجعلهن مؤهلات للكثير من الأعمال، فاستطاعت السيدة أروى أن تكافح لتصل لمنصبها، رغم مواجهتها العديد من الصعوبات كونها امرأة عاملة في قطاع حكومي وخدمي، وهو ما جعلها تواجه صعوبات مثل رفض بعض شرائح المجتمع التي لا تستوعب عمل المرأة كثيرا، فتمنت أن تمنح السيدات فرصة متساوية مع الرجال للعمل في أي مجال يرغبنه وأن يكون المقياس هو الكفاءة والأداء. وقد حققت المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز تطورا هائلا من خلال دعمه للمرأة في السعودية ومنحها الفرصة في إدارة قطاعات حساسة في الدولة، وهو ما أكد ثقة القيادة بالمرأة وقدرتها على المساهمة في مسيرة تنمية البلاد مثلها مثل الرجل، خصوصاً أن المرأة السعودية سبق وأن حققت نجاحات كبيرة في مجالات عدة كالعمل الدبلوماسي وقيادة المؤسسات والجمعيات الخيرية، ونجاحات في إدارة الأعمال والتجارة والتفوق العملي.