بدأ قطاع السياحة في تونس يستعيد عافيته بشكل تدريجي حيث ارتفعت العائدات السياحية منذ مطلع العام الجاري بنسبة 2 . 36 بالمئة مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية، حسب المعطيات الرسمية. ووفقاً لإحصائيات الديوان الوطني التونسي للسياحة فإن العائدات السياحية حتى أواخر شهر مايو 2012 قد بلغت ما قيمته 462 مليون يورو مقابل 339 مليون يورو خلال نفس الفترة من سنة 2011، أي بزيادة قدرها 2 .36 بالمائة. وقد وصلت عدد الليالي السياحية المقضاة إلى 746 163 ليلة مقابل 364 147 ليلة في نفس الفترة من سنة 2011، أي بزيادة نسبتها 11.1 بالمائة، فيما ارتفع عدد السياح الذين توافدوا على تونس حتى نهاية مايو 2012 بنسبة 48.4 بالمائة مقارنة بالفترة ذاتها سنة 2011. وكانت السياحة في تونس قد عرفت أوضاعاً صعبة جراء إفرازات الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالنظام السابق وما صاحبها من اضطرابات ومظاهرات واعتصامات، حيث أغلقت العديد من المرافق السياحية وجمدت نشاطات عدة وكالات أسفار فيما سرح آلاف العمال. وكان قطاع السياحة في تونس يشغل زهاء مليوني بشكل مباشر أو غير مباشر منهم 400 ألف منصب عمل، كما كان هذا القطاع يمثل نسبة 7 بالمائة من إجمالي لناتج القومي التونسي. وساهم القطاع السياحي في تونس سابقاً في تغطية نحو 63.5 بالمائة من عجز الميزان التجاري للبلاد، كما ساهم بأكثر من 5 بالمائة من إجمالي مصادر تونس لتوفير العملة الصعبة. وترتكز السلطات التونسية في إستراتيجيتها السياحية الجديدة على إصدار قوانين ترمي إلى إعادة هيكلة هذا القطاع الحيوي وإنشاء مشاريع جديدة والتكفل بمديونية القطاع بالتعاون بين البنك المركزي التونسي والبنك الدولي، كما تهدف الإستراتيجية الجديدة إلى الانفتاح على السياحة العصرية وأحداث برامج للترويج والإشهار والتسويق. وتحتل السوق المغاربية صدارة الأسواق الأجنبية التي يتوافد منها السياح بزيادة قدرها 79.9%، ويأتي الليبيون في المركز الأول بتوافد 476 813 سائحاً حتى شهر مايو الماضي مقابل 389.555 سائحاً في نفس الفترة من عام 2011. وجاءت السوق الأوروبية في المركز الثاني على مستوى الأسواق التي يتوافد منها السياح، إذ زار تونس، خلال الشهور الخمسة الأولى من هذا العام، نحو 401 755 سائح مقابل 648 491 سائحاً أوروبياً في الفترة ذاتها من عام 2011، أي بتطور نسبته إلى 53.6%.