قد تشكل الحياة ضغوطاً مختلفة وآلاماً كثيرة وتكون عبارة عن صداع شديد الألم، وهذا لا يقتصر على الكبار فقط بل يكون بالنسبة للأطفال أيضاً، وتواجهنا مشكلة عدم توافر معلومات كافية لدينا عن الصداع عند الأطفال ولا نعلم أيضاً أنه في بعض الأحيان ما يكون خطيراً، والصداع عامة يحدث في أكثر من 90 بالمائة من الأطفال في عمر المدرسة. فمثلاً قد يكون السبب هو ضربة بالرأس وفي المراهقين ربما بسبب أداء سيء للاختبار، وأما في الأطفال الصغار فبسبب عدم الراحة أو النوم غير الكافي أو الجوع، ولكن في بعض الأحيان يكون الصداع لشيء خطير لذلك يجب أن نعير اهتماماً لبعض الأعراض المصاحبة له عند الأطفال، ولابد من استشارة الطبيب في حالة تكرره بشكل مفاجئ ومستمر. وتكرار الصداع وسببه الظاهري عاملان يجب الاعتماد عليهما في تحديد ما إذا كان الصداع الذي يعاني منه الطفل أمرا يستدعي القلق أم لا، ففي أغلب الأوقات نستطيع معرفة سببه، مثل طول السهر، أو اللعب في الشمس مدة طويلة، أو ارتطام الرأس بشيء ما، ولكن يجب مراجعة الطبيب إذا حدث للطفل صداع دون معرفة سببه، أو تكرر خلال فترة قصيرة. يجب أيضاً مراعاة ما إذا كان الصداع مصحوباً بأعراض أم لا؛ لأن من شأن هذه الأعراض أن تفسر سبب الصداع، فقد يكون بسبب انخفاض مستوى اليقظة، أو تغييرات في قوة البصر والضعف العام أو الحمى أو ما يدل على وجود التهاب، وقد يكون سببها أيضاً التهاب أعصاب الجسم، أو أدوية يتناولها الطفل، فأغلب الأدوية لها آثار جانبية تسبب الصداع. وتوجد أسباب أخرى محتملة عديدة للصداع مثل تسوس الأسنان، والتهاب الأذن، والتهاب الجيوب، كلها تسبب آلاماً توصف بأنها صداع يصاب الأطفال، وقد يصابون بصداع نصفي، أو صداع إعيائي أو صداع انشداد العضلات مثلهم مثل المراهقين والكبار. فالصداع النصفي المصحوب بضربات أو نبضات في الرأس يحتمل أن يصيب الأطفال في وقت مبكر من عمرهم، ولكن إذا كان الطفل رضيعاً أو في بداية مرحلة المشي، لا يحتمل معرفة ما إذا كان فعلاً مصاباً بالصداع لأنه لا يستطيع الإخبار بذلك، ولكن في هذه الحالة يمكن ملاحظة ما يسمى بالصداع المتنوع، أو ما يسمى بالدوار المفاجئ الذي يصيب الأطفال في عمر بدء مرحلة المشي، وهذا النوع عبارة عن إحساس بدوار ودوخة تحدث فجأة وتختفي خلال دقائق. والأطفال الأكبر سناً والمراهقون يصابون بصداع نصفي واضح الأعراض، يصاحبه أو لا يصاحبه حساسية للبرودة أو للضوء، وهذه الحساسية هي أحد الأعراض التي تحدث عادة قبل بدء الألم نفسه، وغالباً ما يرى المصاب أضواء ساطعة تتبعها نقاط سوداء في الرؤيا. وحول إمكانية منع الصداع فيمكن الاعتماد على النوم الجيد والراحة الكافية والوجبات الصحية المتوازنة، كما يجب تجنب القلق والتوتر وعوامل الاكتئاب داخل الأطفال، خاصة الأمور المتعلقة بالمدرسة والواجبات المدرسية.