أكد نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير أحمد بن حلي أن مهمة المراقبين الدوليين في سوريا وصلت لمرحلة الإعاقة التامة، وأصبحوا عاجزين عن تأدية المراقبة بحكم الولاية التي خولهم بها مجلس الأمن. وطالب بإعادة تقييم لمهمتهم محملاً السلطة السورية والمعارضة المسلحة المسؤولية عن ذلك، متهماً إياهما بإعاقة عمل المراقبين الدوليين. وأعرب بن حلي في الوقت نفسه عن قلق الجامعة من احتمال تحول الأزمة السورية لحرب إقليمية بالوكالة، مشدداً على أن تتحمل دمشق مسؤوليتها لحل الأزمة، مضيفاً أن خطورة المهمة تطورت إلى حد أصبح هؤلاء المراقبون يتعرضون بأنفسهم وتتعرض حياتهم للخطر، بمعنى أنه الآن لا يمكن أن يتواصل العمل بهذا الشكل. وأشار بن حلى إلى أن سوريا دولة مهمة ومركزية في المنطقة العربية، والآن ما نخشاه بالإضافة إلى سقوط العديد من الضحايا كل يوم، هو أن مقومات الدولة السورية تنهار، لذلك نسعى بكل الوسائل إلى إيجاد مخرج والتعامل مع كل الأطراف سواءً إقليمية أو دولية، مثل روسيا الاتحادية، للعمل على إيجاد تسوية ومعالجة لهذه الأزمة التي تتعقد كل يوم. ولا بد من إعطاء الفرصة الكاملة للإخوة في سورية حكومةً ومعارضة، وأن تدرك الحكومة السورية أساساً بأن عليها مسؤولية لمعالجة هذه الأزمة إذا أرادت أن تنقذ الشعب السوري، وتنقذ سوريا الدولة، لأنه إذا استمرت بوتيرة العنف هذه وبهذا التصعيد وبهذه التداخلات الإقليمية والدولية في هذه المسألة فأنا أقول إن الخريف القادم لن يكون خريفاً جيداً على الأزمة السورية وعلى المنطقة من حولها. وأضاف خلال حديثه في برنامج "حديث اليوم" الذي تبثه قناة روسيا اليوم أن جامعة الدول العربية تتسع لملفات أخرى؛ ومنها فلسطين لتبقى دائماً القضية الأساسية على أجندة الجامعة، لافتاً إلى أن هناك أولاً بعض الدول العربية تمر بحالة تطور وتغيير، وهو ما أثر على القضية وعلى التحرك وعلى ديناميكية العمل السياسي للقضية الفلسطينية. مؤكداً أنه إذا لم تحل هذه القضية في الشرق الأوسط، فستبقى دائماً هذه المنطقة منطقة اضطراب وتجاذبات ومنطقة مشاكل.