تقام اليوم ثالث مباريات الدور ربع النهائي لبطولة أمم أوروبا التي تستضيفها بولندا واوكرانيا معا والتي تجمع بين المنتخب الأسباني أول المجموعة الثالثة ونظيره الفرنسي ثاني المجموعة الرابعة وذلك على ملعب مدينة دونيتسك الأوكرانية عند الساعة التاسعة وخمس وأربعين دقيقة بتوقيت المملكة. الماتادور الأسباني تأهل لهذا الدور إثر تصدره للمجموعة الثالثة برصيد (7) نقاط جمعها من تعادله في مباراة الافتتاح مع نظيره الإيطالي بهدف لمثله، ثم فوزه في المباراة الثانية على المنتخب الأيرلندي بأربعة أهداف دون رد، وأخيرا فوزه على المنتخب الكرواتي بهدف دون مقابل، وهو الذي ضمن التأهل للماتادور. ورغم أن أغلب الترشيحات تصب لصالح الأسباني إلا أن عرضهم الأخير لم يكن مقنعاً ولا يتناسب مع حامل اللقب، وإذا كانت الصحافة الأسبانية قد أبدت ارتياحها للمتأهل لربع النهائي إلا أنها أبدت في نفس الوقت قلقها على مسيرة المنتخب فيما تبقى من المباريات التي تتصاعد وتيرة قوتها وشراستها من مباراة لأخرى. فقد انتقدت صحيفة (اس) الأداء المتواضع للمنتخب أمام كرواتيا مشيراً إلى أن التأهل جاء بعد معاناة وقالت بأن هدف خيسوس نانس الذي جاء قبل النهاية بثلاث دقائق أنقذ أسبانيا. كما أشادت صحيفة (ال بايس) بحارس المنتخب ايكر كاسياس الذي تصدى لفرصتين للمنتخب الكرواتي والمحافظة على شباكه نظيفة. أما صحيفة ماركا فقالت: "عانينا أكثر من أي وقت مضى، لكننا فزنا كما جرت العادة بعد مباراة متواضعة لم تحسب حتى الدقيقة (87) وقد عانى منتخبنا لفترة طويلة في وقت الكروات فيه قريبين من تسجيل فوز يقصينا من البطولة. وقد يكون هذا الكلام بهدف التحذير من التراخي وتحفيز الهمم لما هو قادم، واثارة حفيظة مدرب الاسبان دل بوسكي من اجل منحه دفعة معنوية تساعده على التركيز في اختيار التكتيك الذي يتناسب مع كل مرحلة من مراحل البطولة. ويواجه مدرب الأسبان فيسنتي دل بوسكي صعوبة في انتقاء التشكيل الذي يخوض به كل مباراة في ظل الزخم الذي تحظى به مقاعد الاحتياط، كما يواجه ضغطاً قد يكون داخليا وخارجياً أيضا عندما يتجاهل أحد اللاعبين الأساسيين كما فعل في المباراة الأولى في الدور الأول أمام إيطاليا حين أشرك لاعب الوسط سيسك فابريغاس على حساب تورس. ويعول دل بوسكي على نجم مانشستر سيتي ديفيد ديسلفا الذي صنع هدفي فرناندو تورس في شباك أيرلندا بالإضافة تسجيله للهدف الثالث، مما جعل دل بوسكي يقارنه بنجم برشلونة الأرجنتيني سيسي. وإلى جانب هؤلاء ياتي تشافي (32 عاما) الذي وإن لم يحالفه الحظ في هز شباك المنافسين إلا أنه يبقى من الركائز الأساسية في المنتخب الأسباني، وهو سعيد بالعروض التي يقدمها منتخب بلاده ويؤكد أن الرغبة في تقديم كرة جميلة يجعل الأداء رائعاً ولا غرابة بعد ذلك أن يعترف مدرب المنتخب الأيرلندي بأن فريقه كان يطارد أشباحا خلال لقائه بنظيره الأسباني، كما وصف مدرب المنتخب الإيطالي جوفاني تراباتوني بمنتخب الاوركستر التي يلعب كل واحد فيها دورا محددا. في الجانب الآخر ستكون مهمة ديوك فرنسا على المحك في مباراة اليوم التي يدخلونها بعد تلقيهم الخسارة امام السويد في آخر مباريات دور المجموعات بهدفين دون رد ورغم ذلك تأهلوا لربع النهائي بعد احتلال المركز الثاني برصيد (4) نقاط في المجموعة الرابعة التي تصدرتها انجلترا برصيد (7) نقاط. وكان الفرنسيون قد استهلوا مشوارهم في البطولة بالتعادل مع الانجليز بهدف لمثله، وفي المباراة الثانية فازوا على المنتخب الاوكراني صاحب الارض بهدفين دون رد في مباراة عصيبة توقفت لمدة (55) دقيقة بسبب البرق والرعد والامطار الغزيرة وعطفا على اداء المنتخبين ونتائجهما في الدور التمهيدي يمكن القول بان الكفة تميل لصالح الاسبان الا اذا كان هناك رأي ىخر لمدرب الديوك لوران بلان الذي يقلل من صدمة الخسارة في المباراة الاخيرة امام السويد، والذي استعاد منتخب الديوك على يديه توازنه وتماسكه بعد الهزة العنيفة التي تعرض لها في بطولة كاس العالم 2010م في جنوب افريقيا، وظهر ذلك جليا خلال التصفيات المؤهلة ليورو 2012م. ويملك المنتخب الفرنسي عناصر متميزة في خطوطه الثلاثة، بوجود عادل رامي قلب دفاع بلنسية الاسباني ويان مفيلا لاعب خط الوسط المدافع لفريق رين الفرنسي اصبح دفاع الديوك اكثر تماسكا وصلابة، بالاضافة الى خط هجوم نشط بوجود فلوران مالودا وسمير نصري صاحب هدف التعادل مع المنتخب الانجليزي في مباراة الافتتاح وريبيري وبنزيمة الذي تألق مع ريال مدريد الاسباني خلال الموسم المنصرم واصبح مهاجمه الأول. ويبدو ان هناك تفاهما وتعاونا مشتركا بين لوران بلان ولاعبيه رغم ما اشيع عن خلافات بين المدرب ونويل لوجريت رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، وهذا ما اكده المهاجم ريبيري بقوله: اتمنى ان يستمر بلان مع المنتخب الفرنسي، انه امر مهم بالفعل بالنسبة لي ولبقية اللاعبين. المنتخبان سبق لهما الفوز باللقب مرتين لكل منهما، حيث فاز الاسبان بلقب البطولة الثانية التي استضافوا منافساتها على ارضهم عام 1964م، والمرة الثانية في البطولة رقم (13) التي اقيمت في النمسا وسويسرا معا عام 2008م. اما الفرنسيين فقد فازوا بلقب البطولة السابعة التي استضافوها على ارضهم عام 1984م، ولقب البطولة رقم (11) التي استضافتها بلجيكا وهولندا عام 2000م، وكل من المنتخبين يسعى لاضافة اللقب الثالث ليتساوى مع المنتخب الألماني في عدد مرات الفوز بالبطولة.