قطع البريد السعودي شوطا كبيرا في سبيل اللحاق بركب التكنولوجيا وتطوير وسائله لمواكبة وسائل الاتصالات الحديثة، حيث تم الكشف عن انتهاء التصوّر النهائي لتحويل المؤسسة إلى شركة قابضة تضم جميع الشركات العاملة في قطاع البريد، وتم رفع الأنظمة الخاصة بالتحويل إلى شركة قابضة إلى الجهات المعنية لإقرارها. ومن أهم القرارات التي اتخذها البريد السعودي قرار إلزام المواطنين بالتسجيل في العنوان البريدي، الذي يعتبر في خطواته النهائية لدى مجلس الشورى لإقراره. فتسجيل عنوان بريدي أمر ضروري؛ لتقديم خدمات مميزة سواء من الحكومة أو القطاع الخاص؛ وذلك حتى تتم جميع المراسلات الحكومية عبر العنوان البريدي المعتمد من قِبل المؤسسة لجميع المواطنين والمقيمين، مما يوفر العديد من الخدمات للقطاعين العام والخاص، وخدمات المشتريات من السوق المحلي أو السوق العالمي في بعض الدول، استشهادا بتعاملات الجامعات السعودية خلال الأعوام الماضية، التي بدأت تتم فيها معاملات التحاق الطالب بالجامعة عبر المراسلات البريدية. وأكدت الإحصائيات أن أكثر من 150 ألف طالب جامعي تم تسجيلهم، وإكمال إجراءاتهم وتعاملتهم عبر المراسلات البريدية، ولم تسجل أخطاء تذكر أو فقدان للوثائق الجامعية. ويسعى البريد السعودي إلى تطوير نفسه وعدم الاستسلام إلى البريد الإلكتروني وتقنياته الحديثة، بل استغل البريد السعودي هذه التقنيات في تقديم خدمات حديثة ومتطورة لعملائه، ومن أبرز إنجازاته إطلاق خدمة «عنواني في أمريكا»، التي تحول اسمها إلى «واصل العالمي» بعد ضم أسواق جديدة في أوروبا والصين إلى جانب السوق الأمريكية. وتلخصت هذه الخدمة في منح مشتركي خدمة "واصل" عنوانا بريديا في جميع تلك الدول، وبمجرد حصول العميل على هذه العناوين البريدية العالمية يتمكن من الشراء إلكترونيا من جميع المتاجر التي تسوق سلعها إلكترونيا في هذه الدول، وعند وصول مشترياته لهذه العناوين يتم إشعاره بقيمة الشحن عبر رسالة أو بريد إلكتروني، وإصدار فاتورة بها، ليبادر إلى سدادها عبر طرق السداد المتاحة، وخصوصا عبر نظام «سداد» المصرفي، ليتم شحن المشتريات وتوصيلها إلى منزل العميل، بأسعار شحن مغرية جدا. وتمثل الإنجاز الثاني في إطلاق خدمة السوق الإلكترونية على (العنوان الإلكتروني)، وهي أحد المشاريع الإستراتيجية للمؤسسة الهادفة إلى دعم مشاريع التجارة الإلكترونية في السعودية، لما تتمتع به مؤسسة البريد السعودي من مقومات تساعد على إنجاح مثل هذه المشاريع الكبرى. كما تسعى المؤسسة إلى إلحاق جميع الموظفين بدورات تدريبية لإكسابهم المهارات اللازمة للعمل وتطوير مهاراتهم لتمكينهم من مواكبة التحول نحو التعاملات الإلكترونية، خلافا لإلحاقهم بدورات تثقيفية في مجال خدمة العملاء، وتعريفهم بمشاريع المؤسسة الجديدة ليتفاعلوا معها بإيجابية. كما قامت المؤسسة بتوقيع اتفاقية مع شركة «جوجل» تهدف إلى الاستفادة من العنوان البريدي في خدمة كافة شرائح المجتمع، أفرادا ومؤسسات وقطاعات حكومية وأهلية، للاستفادة من خدمة البحث عن العناوين البريدية عن طريق محرك البحث «جوجل»، وتتيح هذه الاتفاقية للجميع استخدام العنوان البريدي السعودي الرقمي المتميز بالدقة الشديدة (يغطي كل متر مربع من الأراضي السعودية) في تحديد المواقع السكنية والتجار على أنظمة «جوجل» الجغرافية. كما تتيح هذه الاتفاقية تطبيق العنوان البريدي على كافة أجهزة الهاتف المتنقلة والمركبات المزودة بأنظمة ملاحة، إضافة إلى إتاحتها للمستفيدين منها عبر أجهزة الحاسب الآلي والمواقع الإلكترونية، مما يمكن المواطنين والمقيمين في المملكة، أو حتى لجميع الراغبين من جميع أنحاء العالم من الاستدلال على عناوين المنشآت السكنية والتجارية كافة في السعودية، فعلى سبيل المثال ستستفيد منها الأجهزة الأمنية والطوارئ، إلى جانب الاستفادة منها في إيصال الخدمات إلى المباني والمنشآت المختلفة، مما يؤكد تحقيق البريد السعودي لطفرة كبيرة في فترة وجيزة حتى أصبح يقدم خدمة رفيعة المستوى تليق باسم المملكة.