دافع وزير الثقافة التونسي عن حرية التعبير في بلاده نافيا قيام الوزارة بمنع عرض فيلم وثائقي سوري في مهرجان قرطاج السينمائي الذي اختتمت دورته الثانية والعشرون يوم السبت الماضي. وردا على سؤال لرويترز قال الوزير عبد الرؤوف الباسطي اليوم الخميس إن فيلم "زبد" للمخرجة السورية ريم علي "لم نمنعه إنما اختارت مخرجته سحبه بالتنسيق مع مسؤولي بلادها لاعتبارات لا أريد أن أتحدث عنها." وأثار منع عرض الفيلم السوري الذي تبلغ مدته 42 دقيقة جدلاً واسعا وامتنعت لجنة تحكيم مسابقة الفيلم الوثائقي القصير عن إسناد الجائزة احتجاجا على مشاهدة عشرة أفلام بدلا من 11 فيلما كانت ضمن برنامج المسابقة. وقوبل إعلان حجب الجائزة بصيحات احتجاج في حفل الختام. وكانت ريم علي مخرجة الفيلم قالت بعد ختام المهرجان إنها مستاءة من قرار منع عرض الفيلم. لكن الباسطي قال إن "كل من تابع مهرجان قرطاج السينمائي لاحظ ان الابداع قدم بكل حرية ولم تمارس أي شكل من الرقابة ضد أي فيلم... حققنا أشواطا واسعة مقارنة حتى بدول متقدمة و"نحن" حريصون دائما على أن تظل حرية الابداع مضمونة". واستشهد على كلامه بما اعتبره جرأة فيما تقدمه السينما والمسرح في تونس من عروض تطرح "كل المواضيع حتى المحرمة منها لدى دول أخرى... حاسبوني على الابداع في تونس فحيز الحرية في تونس ظاهر وواضح لكل متتبع منصف ونزيه." وينتقد سينمائيون تونسيون وزارة الثقافة قائلين إنها ترفض دعم أعمالهم ماديا إلا بشروط يعتبرونها تنازلا وتتضمن حذف ما لا ترضى عنه الوزارة. ونفى الوزير ذلك قائلا إن السينما تحظى بدعم حكومي سخي "مما جعل التجربة السينمائية التونسية متفردة من ناحية الحرفية الفنية والمضامين المقدمة بما أهلها لنيل الجوائز التقديرية العديدة في مختلف التظاهرات الوطنية والاقليمية والدولية."