انتشرت في السنوات الأخيرة ظاهرة إقبال الشباب على بناء الجسم وتقوية العضلات في سبيل وقوع الفتيات في الحب والغرام، وكان الاعتقاد السائد منذ القدم بأن الرجل القوي مفتول العضلات يكون أكثر جاذبية، وانتشرحتى كاد أشبه بموضة بين الشباب، أصبح السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: هل يتراجع هؤلاء الشباب عن هذا الاعتقاد بعد أن امتلأت بهم الأندية الصحية وصالات الجيم إذا علموا أن معظم الفتيات الآن يفضلن رجلاًًً ذا مواصفات خاصة وأهمها الثقافة، ولم يعد يجذبهن الرجل مفتول العضلات بل ينظرن إليه على أنه أشبه بالبودي جارد أو فتوة السينما. وقد جاء ذلك من خلال دراسة أعدها الباحث الاجتماعي ديفيد فريدريك من جامعة كاليفورنيا بالولايات المتحدةالأمريكية والتي أكدت أن تفكير الفتاة في وقتنا الحاضر أصبح أكثر نضجاً، فأصبحت تفضّل الرجل المثقف. فقد ظهرت معايير جديدة لزوج المستقبل بعيدة عن الرغبة في شبيه لمهند التركي, وأحمد عز, وتامر حسني ممن يجذبون الفتيات، بل الثقافة والاهتمام بالسياسة والحياة العامة أصبح لهم دور رائد في عقلية الفتيات خاصة بعد ثورات الربيع العربي. فقبل ذلك كان يعتقد الكثير من الشباب أن الفتاة تعشق وتنجذب إلى الشباب القريبين بشكل وملامح نجوم السينما والمسلسلات التركية؛ فهو "الجنتلمان " الذي تملأه الرومانسية، وأيضاً أن يكون مصدراً للأمان المادي ولديه رغبة حقيقية في الزواج، ودخلت نوعية السيارة وتسريحة الشعر ولون البشرة في تحديد مدى انجذاب وحب الفتاة للشاب، ولكن الأمور قد اختلفت بعد قيام الثورات واهتمام الشباب بالسياسة. في البداية يقول الدكتور عصمت عبد المجيد – أستاذ الصحة النفسية – إن التغيير في وجهة نظر الفتيات والاهتمام والانجذاب للشخص المثقف والمهتم بكل الأمور من حوله هو نتيجة لتغير الظروف الاجتماعية والاقتصادية، فجاءت الثورة وأحوال البلد السياسية الغير مستقرة لتؤثر على كل شيء وجعلت الفتيات يبعدن بتفكيرهن عن المواصفات الأساسية في أي شاب التي تتراوح ما بين الوضع المادي الجيد والمظهر وتسريحة الشعر ونوع الملابس وموديل السيارة ولونها. "البلاد" اقتربت أكثر من قلوب العديد من الفتيات فكانت إجاباتهم مختلفة ومتنوعة. ففي البداية تقول نرمين حمدي، طالبة في كلية التجارة جامعة عين شمس، الثقافة مهمة جداً بالنسبة لي لأنني بطبيعتي مثقفة وأهتم بالقراءة في كل شيء ولا أريد أحداً أقل مني في تفكيري وأسلوبي. وتقول منى سليم، موظفة 22 عاماً، إن من أهم الأشياء الثقافة فهذا من شأنه أن يضمن لها تعامله الحسن معها وليساعدها في تربية أبنائهما بشكل سليم وأنها على استعداد أن تظل في انتظاره طوال عمرها ولن ترتبط بغيره ما دام لا يحمل هذه الصفة؛ لأن الرجل الجاهل سيعيق حياتها. وتقول سوزي عاصي، 28 عاماً، كنت أرفض الكثير من الشباب بسبب العقلية التافهة التي يمتلكوها، فأنا أفضل الشاب المثقف حتى يصبح شخصاً قيادياً وقوي الشخصية له كلمته ومستقل برأيه وصريحاً حتى لو كانت صراحته جارحة، وبالطبع سيكون له موقف وفاهم وهو أحسن ممن ليس له هدف. وتقول ريم محمود، طالبة في كلية الآداب بجامعة بنها، إنها ترغب في الارتباط بشخص مثقف حتى يجدوا موضوعاً يتحدثون به وللبعد عن الملل، فالكلمات الرومانسية عندما تقال كثيراً تبدو كالروتين وتصبح في حاجة إلى التجديد، وحتى يكون بنفس عقليتها وبنفس أسلوبها في الكلام لأنها مثقفة وتحب الاطلاع على كل شيء. وتقول إلهام رائف، سكرتيرة، بشكل عام لا يفرق معي سوى الشاب المثقف فهو إنسان طموح، وتفضل المهتم بشئون الدولة السياسية والثورات؛ لأن الثورة لها أثر كبير في نفوس الجميع، فلابد أن يكون له دور في الأحداث الجارية ولديه فكر التغيير وتصحيح الأوضاع، وليس شخصاً سلبياً راضياً بالمسلمات.