دائماً ما نفكر بتطوير مهاراتنا في مجالات الحياة المختلفة العملية والشخصية كالمهارات الإدارية والقيادية والتربوية والاجتماعية ولا شك أن ذلك أمر مهم لشخصياتنا وتطويرنا الذاتي لأنفسنا . ولكن ألا ترون أننا نعاني من نقص في مهاراتنا الشكروية وهل فكرنا يوماً مدى حاجتنا لتطوير مهاراتنا الشكروية أو الشكرية . هل نسأل أنفسنا كم مرة شكرنا زوجاتنا عندما يقدمن لنا الأكل أو يجهزن ملابسنا أو يجهزن بيوتنا لاستقبال ضيوفنا ربما يكون ذلك من واجباتها تجاه زوجها ولكن شكرك إياها ينثر في قلبها أكبر المحبة والعطاء فيشحنها بشحنات قوية يجعلها تطير فرحاً وسعادة في المرة القادمة عندما تطلب منها تجهيز الطعام وتزيده اتقاناً وروعة. وأقول للزوجات متى كانت آخر مرة شكرتن أزواجكن على جهودهم وعملهم لتوفير احتياجات البيت والأولاد . ولو أنك طلبت من أحد أبنائك خدمة يؤديها لك فهل تشكره بعد أن يقدم لك الخدمة . صحيح انها واجبة عليه ولكن شكرك له يضخ في عروقه طاقة تجعله يسعد بهذه الخدمة ويقدمها لك في المرات القادمة بنفس طيبة وبشكل أفضل. كم مرة شكرنا الخادمة عندما تقدم الأكل أو تنظف البيت وهل نشكر عامل المحطة عندما ينتهي من تعبئة سياراتنا بالبنزين ولو أن الموظف الذي يعمل في دائرتك قد أنجز عملاً طلبته منه فهل تشكره عندما ينجز العمل الذي طلبت منه . صحيح أن كل هؤلاء يؤدون أعمالاً واجبة عليهم ويتلقون رواتب نظير ذلك العمل لكن يجب أن لا ننسى أن شكرهم ببث طاقة ايجابية في أنفسهم تشعرهم بالأهمية والتقدير وتحفزهم للاستمرار في أعمالهم وواجباتهم والإبداع فيها . كما أن شكرك لهم يفجر في عقولهم وقلوبهم طاقات الإبداع والإتقان تجعلهم ينجزون الأعمال التي تطلبها منهم بشكل أسرع وبمستوى أفضل بل أنهم يبادرون بأفكار إبداعية جديدة ومنجزات هائلة . إن على أصحاب الأعمال والرؤساء والمدراء أن يدركوا تمام الإدراك أنهم يتعاملون مع الإنسان صاحب القلب والمشاعر والأحاسيس قبل أن يكون صاحب العقل والفكر والجوارح وهو ليس آلة صماء تشحنها بطاقة فتنتج لك عملاً . وقدوتنا ونبينا العظيم يوجهنا لذلك عندما يقول (( من لم يشكر الناس لم يشكر الله )). في المرة القادمة لا تنسى أن تشكر زوجتك عندما تقدم لك الشاي واشكر خادمتك عندما تنظف البيت واشكر الكهربائي عندما يصلح عطلاً في البيت واشكر عامل السوبر ماركت عندما ينتهي من تحميل الأغراض في سيارتك واشكر موظفك عندما يقدم لك تقريراً أو ينهي مهمة عمل واستمر ودرب نفسك على هذه المهارة حتى تصبح عادة عندك. 3903 جدة - 22246 – 6624