عندما تناول الفقهاء في أحكام صلاة الجمعة الواجبات والمندوبات فيها أشاروا في تعريفها أن محورها الأساسي الخطبة وهي عبارة ما يلقيه الخطيب على الناس من مواعظ وتوجيهات وإرشادات بغية التذكير والعمل بما جاءت به النصوص الشرعية فهي إذاً رسالة دينية ذات إجلال وتقدير لما تتضمنه من الآيات والأحاديث والأحكام الفقهية فيها بدءاً من شموليتها على التحلي بالأخلاق والسلوك والقيم والعمل بفضائلها قولاً وفعلاً ولا ينبغي للخطيب وهو يعد لها إلا أن يختار نفائيس الأمور وقوة الأساليب التي تشد ذهن وفكر المتلقي لا تكون مسالك قاصرة على رأي شخص وخاص يسخر المنبر لأغراض وأهداف تخدم لما يريد أو أن تلوى أعناق النصوص ليصل به إلى هدف معين لا ليست هذه سنن وقواعد وآداب خطبة الجمعة ففي أدبيات الشريعة وروحها نصوص من الهدي القرآني والنبوي ما تجعل الأمر واسعاً ومفيداً كما أن التحضير وحسن العرض والالقاء وربط الواقع وتكييفه بالشرع المحمدي وان اعداد الخطيب الذي هو إمام الجمعة للموضوع يشد الناس إليه خصوصاً إذا كان ينزله على فقه الواقع. ولا ينبغي له استغلال المنبر الجمعي في الدخول في مسائل سياسية واثارة عصبية وطائفية والنصرة لجهة وغيرها فان ذلك يصعب عليه فيه لم شتات الموضوع ويشوش على الحاضرين فالهدى النبوي والوعظ والتذكير والارشاد وتضمين الأحكام الهامة والمفيدة هي نهج خطب النبي صلى الله عليه وسلم المنبرية،يوم الجمعة وخطبتها يوم مشهود ينتظره المسلمون للاتصال والتواصل لا للفرقة والاختلاف بل للجمع والحب والوئام.إنني أطالب وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف وعلى رأسها معالي العلامة الوزير الشيخ صالح آل الشيخ ورجالات الوزارة المسؤولين عن المساجد أن يتم اختيار خطباء وأئمة متفرغين يؤدون دور الإمام الفعلي كما يتم تشكيل مجلس لكل مسجد من أعلام وعلماء الحي يشاركون الأئمة في طرح الآراء وتطوير تعزيز المكانة للمسجد ولدور الجمعة وخطيبها وقد سبق وأن طرحت هذا المقترح في مجلس سمو أمير منطقتنا الأمير خالد الفيصل،حفظه الله،ذلك المجلس المتميز في الطرح والشفافية والاستماع والتدوين ممن يحمل، وفقه الله، المسؤولية لبوابة الحرمين الشريفين والله ولي التوفيق.