أبواب الليل مشرعة ، وحشة الظلام قاسية، وقراءة تضاريس الظلام مؤلمة .. مؤلمة دائماً يتجمل اليأس بالصمود فهو بارعٌ في صناعة الخيبة وحياكة خيوط الحزن ، بل وقادرٌ على التسلل بين الجدران كالسم .. يتسرب شيئاً فشيئاً ليفتك بذاكرة الحلم ,جغرافية الخطى التائهة تقود المرء صوب الرمال فيصبح العطش سراباً متواصلاً ويواصل الجرح فلسفة الغياب ,ذات وقت عبرا معاً شواطئ الأمل ، توسدا عشب الإخلاص ، همسا في أعماق المحار أمنيات الوجدان ، تقاسما بهجة الفرح ، اتخذت كل نبضة من فؤاد الأخر تاريخاً يسرد لحظات العمر بين فضاءات المودة وأناشيد الشوق في الأعياد ,خُيل إليهما حينها أن للشمعة توهجاً لا ينطفئ في زحمة الحياة ولا يغفو على ضفاف الأنا أو حين تساقط الأوراق وتدهور الفصول في زمن يقترن بتفاصيل العنا , فقط يستثمر لذة التواجد في حدائق الوريد حيث يستنشق العطر رحيق الإحساس ولمعان الدمعة وشفافية بوح الهتاف ,رحلوا باتت المشاعر في غيابهم جريحة والابتسامات منكسرة والألحان غامضة والأشجان باكية .. باكية , كيف لا ؟ ومن يوزع الحب وينثر عبير المساء يعمل جاهدا ليسترد ما وهب ويقتل أجمل ما فات , كيف لمن يحب أن يكذب ؟ وكيف لمن يمتلك قلباً أن يخدع ؟ وكيف لمن يحمل بين أضلاعه بلورا نقياً أن يصبح مصبوغاً بألوان الرماد؟ كيف للضحكات أن تستيقظ على فزع أشعل فتيله الفراق ؟ وكيف للذكريات أن تغدو دمية ساذجة ترتدي نظارة تجعل بياض السحب غيوما سوداء؟. كانت طفلة مدللة تلهو في كل الأزمنة وتستمتع بأجمل الأوقات ، تطبع على جبهة العشق براءة الضمير وتُهدي الأيام عذوبة الحنين ..إن مأزق الذل يختلف كثيرا عن لوعة الوداع , ونسف آخر رمقٍ للسعادة هزيمة لا تستطيع حملها الآهات , فالسنوات و بصمة العشاق لا تقوى خوض رحلة الضياع وأنين الحبر الغارق في أمواج الصراع يتأمل مصير الورد الذي يذبل حين يُباع. قطر : " من الغباوة حقاً أن تحب من لا يحبك" حكمة خالدة العنوان البريدي : مكةالمكرمة ص. ب 30274 الرمز البريدي : 21955