المدرسة كما توسع الدائرة الاجتماعية للطفل فإنها أيضًا توسع مداركه وتفكيره وتعمل على تنمية مهاراته وقدراته العقلية من خلال مناهج تتيح هذا النمو، ومعلمين مؤهلين ومدربين على أداء هذه المهمة، ومناخ مدرسي يحترم القدرات العقلية الإنسانية وينميها ويطورها.(زهران، 1984). والسياسة التعليمية للمملكة العربية السعودية أولت هذا الأمر اهتمامها من خلال ما وضعته لنفسها من أهداف عامة كان من بينها تشجيع وتنمية روح البحث والتفكير العلميين، وتقوية القدرة على المشاهدة والتأمل، والاهتمام بالإنجازات العالمية في ميادين العلوم والآداب والفنون المباحة، وتنمية التفكير الرياضي والمهارات الحسابية، وتنمية مهارات القراءة وعادة المطالعة سعيًا وراء زيادة المعارف. (وثيقة سياسة التعليم) وإن كان تحقيق هذه الأهداف أتى متباينًا من مرحلة إلى أخرى ومن منطقة إلى أخرى ومن مدرسة إلى أخرى، إلا أن الأهداف التطويرية لهذه السياسة نستطيع تلمس بعض منها من خلال أهداف مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم والذي برز من خلال بناء معايير عالمية لمختلف جوانب العملية التعليمية وعناصرها، وتطوير نظام متكامل لتقويم التعليم وقياس مستوى الجودة، أيضًا تطوير مختلف عناصر العملية التعليمية والمشتملة على المناهج التعليمية والمعلم والمعلمة والبيئة التعليمية وكذلك تعزيز القدرات الذاتية والمهارية والإبداعية وتنمية المواهب والهوايات وإشباع الرغبات النفسية لدى الطلاب والطالبات.(موقع تطوير). ورغم أن التفكير النقدي أحد أهم وسائل التعلم، إلا أن هذه الوسيلة شبه مغيبة في مدارسنا، فمازالت وسائل التعليم تعتمد أسلوب التلقين المباشرة ومدى قدرة الطالب أو الطالبة على حفظ المادة المقررة، وفي المرحلة الابتدائية تحديدًا عزز هذا الأمر من خلال أسلوب التقويم المستمر الذي يعتمد على مهارات شرطية محددة مسبقًا، متى ما أتقنت تم الانتقال للصف الأعلى، وهي في أغلبها مهارات تعتمد على حفظ جزء بسيط من المادة العلمية المطلوبة.كل هذا جعل الطالب أو الطالبة يمتلك معلومات مجزأة غير مترابطة، مما أفرز طلبة غير قادرين على عملية الربط والتحليل بشكل يتلاءم والمراحل الدراسية التي ينتقلون إليها تباعًا. وقد أجمع المختصون النفسيون على أنه باستطاعة الطلبة أن يتعلموا مهارات التفكير بصورة أفضل إذا أولت المدارس والمربون هذا الأمر ما يستحق من عناية وبحث ومتابعة لتصبح المدرسة والجامعة والمؤسسات التعليمية الأخرى مراكز لرفد المجتمع بموارد بشرية قادرة على ممارسة التفكير الناقد أو الإبداعي وغيرهما من أشكال التفكير الأخرى التي من شأنها أن تعزز من قدرات النشء في مجالات صنع القرار وحل المشكلات والتصور والتحليل والتعليل والتفسير والتقويم، ولا شك في أن هذه المهارات والقدرات تسهم في بناء شخصية إنسانية تتصف بالمثابرة والمرونة والانفتاح الذهني واحترام المعايير العقلية والعلمية والتفكير المستقل.(داود، 2003) فأتت فكرة القراءة النقدية لتقديمها لطالبات المرحلة الابتدائية كمسابقة لها شروط معينة تتناسب والمرحلة العمرية والعقلية التي يمررن بها.