أثار خبر نشرته بعض الصحف عن تصريح سليمان الحمدان الرئيس التنفيذي لطيران ناس عن نيته توظيف سيدات سعوديات كمضيفات على متن طائرات الشركة ردود فعل عنيفة على شبكات التواصل الاجتماعي كما جرت العادة عند صدور أي تصريح يتناول بين طياته عبارة «المرأة السعودية» هذه المخلوقة المعجزة التي باتت تشكل أكثر المواضيع الانسانية جدلاً عند المجتمع السعودي وربما عالمياً وان كان ذلك كردة فعل لردة الفعل السعودية..! وفي الخبر وعد الحمدان بأنه لن يبرح منصبه قبل ان يحقق هدفه بتوظيف المرأة السعودية على متن طائرات ناس مبررا توجهه بأن العائق الأكبر وراء تعيينها في هكذا وظيفة هو اضطرارها للمبيت خارج بيتها وحيث إن رحلات ناس قصيرة فإن الموظفة ستتمكن من العودة لمنزلها مع مغيب الشمس كشأنها في باقي وظائف القطاع الخاص. وعلى نسق الخبر بدأ الهاشتاق الخاص به على تويتر بتغريدة محتسب يدعو على الحمدان بأن لا يبرح منصبه إلا على قبره! ثم تفاوتت أسباب المعترضين على هذا القرار بين من يرى أن المضيفة بالنهاية خادمة وذلك لا يليق بالمرأة السعودية وآخرون رأوا في الوظيفة تبرجاً وخدشاً للحياء ومخالطة للرجال ومنهم من اعترض بسؤال بسيط «ماذا سترتدي؟» ولكن أغلب العنف اللفظي والإرهاب الفكري جاء ممن اعترضوا لمجرد الاعتراض على أي تحرك للمرأة السعودية.. وبطبيعة الحال لم تخلُ ردة الفعل من قذف المحصنات الغافلات مدعين بأن جميع المضيفات «عاهرات» والمضيفة السعودية لن تكون مختلفة فهي أيضاً»عاهرة» وولي أمرها «ديوث»! جدير بالإشارة هنا أنه عندما شاع خبر خدمة السعوديات في منازل عوائل أخرى قبل سنين أيد كثيرون أنه عمل شريف يعود بالنفع عليها وعلى أهل البيت حيث يأمنونها على أطفالهم وحوائجهم وطعامهم أكثر مما يأمنون الأجنبيات من الخدم. وعلى غرار عمل المضيفة عارض كثيرون عمل السعودية كخادمة ورأوا في هذه المهنة إهانة لها.. عجباً..!! هل افترض بذلك أننا نجيز إهانة باقي نساء العالم في ما عدا نسائنا؟ ولماذا الإهانة من الأساس..! وكيف أصبح عمل المرأة في منزل خاص تحت نظر رجل واحد أو عدد قليل منهم وفي خصوصية تامة أشرف من عملها على طائرة مكتظة بالأغراب نساءً ورجالا وعلى مرأى منهم جميعا والذين لن تراهم أو يروها أكثر من مرة على الأغلب..! أما بالنسبة للملبس والحشمة فما الضير في أن ترتدي المضيفة السعودية بالطو ساتر وحجاب بلون الزي الرسمي. والأهم من هذا كله ألا يفترض أن يكون قرار جهة العمل خاص بصاحبة الشأن وتتحمل هي مسؤولية قراراتها كاملة.. أوليست هي من تحملت قبلها مسؤولية تربية هؤلاء المعارضين..! ولا يسعني أن أختم قبل أن أنصح الحمدان بتحصين نفسه ضد السرطان..! أتوقع ان يكون مقالي القادم عن جموع المحتسبين يقفون بباب سليمان الحمدان..! @tamadoralyami