سيدة الديموقراطية أمريكا التي طالما تغنت بديموقراطيتها وعدالتها وكونها الحامي الأول للديموقراطية في كل ارجاء الارض. وكانت الديموقراطية دوما سيفا مسلطا على رأس اي دولة في العالم تعادي امريكا ورخصة لها كي تدس الدسائس وتعلن الحروب من اجل الديموقراطية مثلما فعلت في فيتنام في حرب اكلت الاخضر واليابس ونفس الشيء في كوريا وغرينادا وكوبا وباناما وصولاً الى العراق وافغانستان وللعجب فإن أياً من هذه الدول لم تر خيرا من ديموقراطية أمريكا سوى الويلات والثبور وعظائم الامور. ولكن الغريب ان هذه المستميتة لاحلال الديموقراطية في كل مكان ضاق صدرها بتحققها على ارضها وبين شعبها وبعد ان كانت تنادي بحق الشعوب بالتظاهر لسبب او بدون سبب حتى لو كانت هذه المظاهرات لدوافع غير سليمة او غير ديموقراطية وتطالب الحكومات بأن تتفرج على المتظاهرين يفعلون مايشاؤون دون ان تتعرض لهم اظهرت وجهها القبيح في مواجهة التظاهرات التي قام بها الشعب الامريكي ضد مركز البورصة في وال ستريت الذي جعل من مقدرات الشعب الامريكي حلبة قمار يلعب بها المضاربون فيربحون المليارات بينما يخسر المواطن العادي وظيفته ومنزله بلا ذنب.وبدلا من ان تقف الحكومة الديموقراطية موقفا حازما من وال ستريت وتستجيب لمطالب المتظاهرين في كشف التلاعبات والمضاربات غير المشروعة فإذا بها تمنع المتظاهرين بوحشية طالما انتقدتها عندما تحصل في دول أخرى بل ووصل الامر الى سقوط عدد من القتلى والجرحى واعتقال المئات من المتظاهرين.وكعادتها في وضع معانٍ جديدة للمعايير المزدوجة في العالم ادعت أمريكا بأن اي تظاهرات فيها هي فعل غير مشروع لان امريكا دولة ديموقراطية.