نقلا عن صحيفة الحياة، نشرت خبراً جاء فيه لائحة وعقوبات اصدرتها وزارة التربية والتعليم، مرتبة على خمس درجات. يهمني ماجاء في إحدى المخالفات في المرتبة الخامسة، وهي مخالفة تسمى «اعتناق الطالب للأفكار والمعتقدات الضالة « وتتضمن الإجراءات التي يمكن اتخاذها بحق الطالب في مخالفات الدرجة الخامسة، حرمانه من الدراسة إذا ارتكب المخالفة في الفصل الدراسي الأول، وتمكينه في العام الذي يليه، وإحالة الطالب إلى الجهات الأمنية بعد استيفاء الوثائق اللازمة. وحقيقة هنا يتبادر إلى أذهاننا سؤال جدير بالطرح .. فأقول: بما أن الأفكار الضالة لا يعتنقها ولا يتأثر بها غالباً إلا المراهقون، فهل طالب بعمر الزهور وفي مرحلة المراهقة، المليئة بالمتغيرات في كل تراكيب الإنسان الجسدية والفكرية، وفي ظل معمعة متغيرات هذه المرحلة تعتبره وزارة التربية والتعليم متهماً، فالطالب في مرحلة كهذه، هو عرضة لإن يكون ضحية للأفكار الضالة والهدامة إن جاز القول، وبمختلف الدوافع والأسباب، التي تمليها عليه المرحلة التي يمر بها .ولعل منها محاولة فرض وإثبات شخصيته، في مخالفة اقرانه، والسائد في محيطه، كثير من الإفتراضات توحي بأن الطالب غالباً مايكون بموقف الضحية، وليس الجاني !، كما تعتقد الوزارة ويتبين لنا من العقوبات التي اصدرتها بخصوص هذه الجزئية من مخالفات الدرجة الخامسة. كان من الأولى أن تتعامل وزراة التربية والتعليم مع الطالب المعتنق لهذه الأفكار الضالة، كحالة مرضية.. ومريض يٌعاني ويحتاج للعلاج وللرعاية والإهتمام ,كما أنه ماالذي ستجنيه وزارة التربية والتعليم بهذه العقوبة التي تقصي الطالب الضحية من المدرسة وتبعده عنها، فلا أجد ناتجاً من هذه العقوبة سوى أنها تساهم في إصرار وثبات الطالب على موقفه من هذه الأفكار، كما أن هذا الإقصاء يجعله يتعمق فيما يعتقد من الافكار الضالة. ختاماً أقول إن المدرسة مكان مهيأ وبيئة تربوية، رسالتها الأولى تربية الطلاب وتنشئتهم وتقويمهم، فكيف بها تتخلى عن طلابها حينما يكونون في أمس الحاجة لها، فتقوم بإقصائهم، وبالوقت الحرج، الذي يكونون فيه في حاجة إلى من يمد لهم يد العون، لتعالجهم وتصحح مفاهيمهم، وافكارهم بالحوار، والمناصحة، بدلاً من عقوبة إقصائهم من المدرسة التي لا طائل من وراءها. وأحب أن أشير إلى إني تحدثت عن هذه الجزئية بالخصوص من مخالفات المرتبة الخامسة، لأن ماتبقى من المخالفات لها من يتسلم أمرها من الجهات المختصة بها. اما اعتناق الطالب للأفكار الضالة فهي حالة، تحتاج الوقفة من المدرسة اولاً، لانها المكان التربوي وبيت الطالب الثاني.. فينبغي أن تكون اول من يهتم بهذه القضية، لتعالج هذه الأفكار بالاستعانه بالمرشدين والموجهين ومعلميها الاكاديميين فهم المسؤولون عن بناء شخصية الطالب وتوجيهه. ومضة : لا تعالج المشكلات بالإقصاء والتهميش.