بينما بدأ التدخين أحد أخطر العادات السيئة المنتشرة بين السيدات والرجال والشباب وخاصة المراهقين منهم يقل في أمريكا وأوروبا والعالم نراه بدأ يزداد انتشارا بين الدول النامية وخاصة في المملكة بين عينة المراهقين من فتيات وشباب. وقد قامت المملكة بمجهودات كبيرة لمكافحة التدخين والحد من تزايده ومن تلك المجهودات الكبيرة ايضا جعل مدينتي مكة والمدينة خاليتين من بيع التدخين. والأمل ان تحذو امانة مدينتى الرياضوجدة ذلك واصدار توجيهات بعدم بيع التدخين داخل المدينتين ووضع العقوبات اللازمة على مخالفي هذا القرار. ويكاد الإنفاق الإسلامي على التبغ يقترب من النصف مليار دولار سنوياً سوى المضاعفات المرضية الخطيرة جداً على صحة الفرد والمجتمع. وتوزع شركات التبغ للأسواق الخليجية والعربية سجائر تحتوي على كمية أكبر من النيكوتين والقطران عن تلك التي توزعها في الأسواق الأمريكية والأوروبية. ويقدر المتخصصون في مكافحة التبغ أنه سيصبح أول سبب للوفاة والعجز بحلول عام 2020م. وتقدر منظمة الصحة العالمية أن ما يقارب من ال (500) مليون شخص من الأحياء اليوم سيقتلهم التبغ في العام 2030م. (30% ) منهم في الغرب و(70%) منهم في العالم النامي. وتشير الإحصائيات إلى أنة نسبة الإصابة بسرطان الرئة بين المدخنين الذين يدخنون (20) سيجارة فأكثر يومياً هو (16) ضعف نسبة الإصابة بين غير المدخنين ، كما تؤدي زيادة ثاني أكسيد الكربون في الدم بالإضافة لنواتج التدخين كالنيكوتين والأحماض العضوية والأمونيا إلى أمراض القلب والشرايين. وقد وجد أن نسبة الإجهاض تكون أكثر في الشهور المبكرة للمدخنات أو حدوث تشوهات للجنين أو قصور في نمو الأجنة داخل الرحم وولادة الاطفال الخدج الذين يحتاجون إلى عناية فائقة ، واحتمال إصابتهم أيضا بسرطان عنق الرحم (3) أمثاله لدى غير المدخنات. وقد يتلوث لبن الأم بالنيكوتين، وبذلك يكون غير صحي للرضيع. والمدخنات يبلغن سن اليأس قبل غير المدخنات بسنتين أو ثلاث، وهن أكثر استعدادا للإصابة بهشاشة العظام لأن تخلخل العظام مرتبط بفقد هرمون الأستروجين. ومستوى الأستروجين لدى المدخنات أقل منه لدى غير المدخنات وهذا قليل من الأمراض التي يسببها التدخين. وقد اهتمت حكومة خادم الحرمين الشريفين ممثلة في وزارة الصحة بتوفير كافة الإمكانيات لمكافحة التدخين والتخفيف من مضاعفاته، حيث صدر أمر سامي بمنع التدخين في الدوائر الحكومية ، وفي بعض المدن كمكة والمدينة. ومن تلك الجهود الضخمة التي تبذل لرعاية المرضى المدخنين إنشاء العيادات المتخصصة لمكافحة التدخين في أنحاء المملكة، تؤدي دورها الهام في تثقيف المرضى وتوعيتهم ووضع الخطط العلاجية المناسبة لهم، ومن ثم متابعتهم خطوة بخطوة حتى يتم الابتعاد نهائياً عن التدخين. وأيضاً إنشاء برنامج في كل منطقة من مناطق المملكة للمساهمة في التوعية بمضار التدخين وطرق مكافحتها. وايضا نود ان نشكر جمعية مكافحة التدخين والمخدرات (كفى) التي لها فروع في مختلف مناطق المملكة وتقوم بمجهودات كبيرة لمساعدة المدخنين على ترك التدخين وعمل معارض توعوية للحد من تزايد اعداد المدخنين ونخص بالذكر مدير فرع مكة الأستاذ ابراهيم الحمدان الذي له دور كبير في تفعيل انشطة الجمعية بالعاصمة المقدسة. عموما نتمنى ان تحذو مدن المملكة الأخرى وخاصة الرياضوجدة لمنع بيع التدخين داخل محلاتها كما هو الآن في مدينتي مكة والمدينة... نتمنى من امانة الرياض وامانة جدة ان تفعل ذلك.. باحث وكاتب اجتماعي وصحي / مكة المكرمة