لا أدري لم لا نعطي آثارنا الإسلامية حقها من الاهتمام والرعاية والتوظيف سيما أنها من الكثرة والقيمة والأهمية للدرجة التي يتحقق من ورائها عائداً اقتصادياً مجزياً ووعياً دينياً كبيراً يسهم في تصحيح المفاهيم المغلوطة ويسلط الضوء على المعاناة التي عاناها الرسول صلى الله عليه وسلم من أجل الدعوة ليستلهم الزوار كل تلك المعاني والصور لتكون دافعاً لهم للوفاء للمهمة التي اختارهم الله لها ليكونوا شهداء على الناس ونماذج تقتدي فمن الآثار ما لا يمكن لغير المسلمين الوصول إليها كغاري ثور وحراء وجبل أحد وأخرى يمكن أن تفتح أمام الجميع كآثار مدائن صالح وغيرها وغالبية هذه الآثار كانت إلى عهد قريب تواجه الاهمال والتشويه حتى ان القاذورات تنتشر فيها والكتابات والرسوم على جدرانها من قبل الزوار وهو أمر مستنكر ولا ريب ولعلي أسهم ببعض الأفكار التي قد تحتاج للدراسة والتطوير للاستفادة من آثارنا بحيث يمكن أن تسهم في توفير فرص عمل للشباب وإشاعة الوعي الديني لدى المسلمين ومحاربة الشركيات والبدع والخرافات. فغارا حراء وجبل ثور مثلاً يمثلان منجماً يمكن استثمارهما في تحقيق الأهداف المرجوة وذلك بإنشاء صاعدة (تلفريك) ومسرحاً عند سفح جبل كل منهما بحيث يتسع المسرح لأعداد كبيرة من الناس ويحتوي المسرح على عدة أجنحة لكل جناح لغته الخاصة كالإنجليزية والأردية والاندونيسية وغيرها من لغات الحجاج بحيث يتم استضافة الحاج بها قبل صعوده بالصاعدة ليشاهد فيلماً يعد إعداداً جيداً من أكثر من جهة وتحت إشراف وزارة الدعوة والإرشاد عن الأثر وحياة الرسول فيه وغير ذلك مما يراد ايضاحه من مفاهيم صحيحة تؤكد على أن هذا الأثر يقدر ولا يقدس ثم بعد خروج الحاج من المسرح تتم الجولة بالصعود إلى أعلى الجبل بركوب الصاعدة ثم العودة بعد أن يكون قد شاهد الغار واستمتع برؤيته وأنا واثق أن هذا المشروع لن تتحمل الدولة أي تكاليف حيث سيكون القطاع الخاص هو الممول لهذا المشروع على أن تتولى أمانة العاصمة المقدسة وضع التصاميم وتحديد المساحات أسفل تلك المواقع التي قد تحتاج إلى نزع ملكيات للمسرح ومواقف للسيارات إضافة إلى المراكز الخدمية كالمطاعم والمقاهي والبقالات. وأعتقد أن مشروعاً مثل هذا إن تحقق فإن العائد منه مجز مادياً وثقافياً وسيكون قبلة لكل زائر لمكة سواء كان مواطناً أو حاجاً طوال العام بل إنني اتخيل أنه سيأتي اليوم الذي يتم توسعة المشروع أضعافاً مضاعفة بسبب الإقبال عليه ويمكن تعميم الفكرة في كل المواقع الأثرية والآمال معقودة على الرئيس العام لهيئة السياحة سمو الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز. مدير شرطة العاصمة المقدسة /سابقاً البريد الالكتروني E-mail: [email protected]