أعتقد أنه حان الوقت لنتعامل مع اليوم الوطني بطريقة متجددة , لا أعني بهذا التخلي عن مظاهر التفاعل الحالية إنما أعني التحديث وإضافة طرق مختلفة حتى يجني الوطن والمواطن من هذا اليوم أكبر قدر من الفائدة . يجب على كل مواطن أن يحمل بداخله مشروعاً تنموياً يخدم به الوطن ويساهم في مسيرة التنمية والتقدم , حتى نأتي جميعاً في مثل هذا اليوم من كل عام لنحتفل بمنجزات الوطن , ويكرم فيه المبدعون والمتميزون وكل من ساعد في تحقيق تلك المنجزات، وهذا يشجع المواطن على الاجتهاد في العمل والبحث عن تحقيق الإبداع والإنجاز، وذلك طيلة العام حتى ينتظر هذا اليوم ليحصد ما زرعه.نريد أن نجعل منه يوماً للتقييم,يسأل فيه المواطن نفسه ماذا قدم لوطنه,ويقيم فيه المسؤول ماذا قدم للمواطن,ولا نستحي من سؤال الوطن ماذا قدمت لنا وماذا سوف تقدم لنا حتى الذكرى القادمة. ولا ننسى ثمة حق علينا تجاه شهداء الواجب الذين قدموا حياتهم في سبيل الوطن أقل ما يمكن تقديمه لهؤلاء الأبطال أن نذكرهم في وقفة وفاء ونستذكر مواقفهم البطولية. وينبغي أن نستعرض أمام الأجيال والنشء حال مرحلة ما قبل توحيد المملكة وما صاحبها من الفوضى والجهل والغزو والنهب ونقارنها بالحاضر لنستشعر عظمة هذا اليوم وأهميته وحالة الاستقرار التي نعيشها وتقدير النهضة والتقدم الحاصل في الوطن « والمحافظة على وحدته,ولكي تتعرف الأجيال على جهود مؤسس هذا الكيان العظيم وموحد شتات هذه الأمة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن - رحمه الله - منذ توحيده البلاد والشعب تربطه علاقة متينة بقيادته وهي أقوى من كل تفرقة أو تحريض ولأنها علاقة صادقة في الحب والولاء نجدها قوية ومترابطة حتى في المحن والأزمات,مثل موقفه في ما سمي بثورة « حنين» ومشاهد الحزن حين تعرض الملك لعارض صحي ومظاهر الفرح العارمة يوم عودته,وفي أحداث الجنوب حين التف أبناء الوطن مبدين استعدادهم لتقديم أرواحهم فداء للوطن والدين والمليك,وغيرها من المشاهد التي تدل على ولاء أبناء الشعب السعودي لقادته.والآن نحن بحاجة إلى التجديد في طريقة تفاعلنا مع اليوم الوطني أن لا نكتفي بمرحلة الأهازيج والاحتفالات والأغاني,بل يجب أن نتعدى هذه المرحلة من أجل الركض ومواكبة التطور والتقدم.