الابتعاث الخارجي يعتبر محطة كبيرة في حياة الطالب السعودي، في السنوات الأخيرة تكاثر عدد المبتعثين بطريقة خيالية جداً في شتى أنحاء العالم وأكثرها يكمن في أمريكا الشمالية وبريطانيا العظمى، يبدأ الطالب في الدخول الى دوامة من السعادة والبهجة عندما يتم قبوله في جامعة معينة، ولكن يتضح لاحقاَ (أن هذه الجامعة غير معترف بها من الوزارة) ويتم نصح الطالب في دول أخرى وجامعات معينة معترف بها من قبل الوزارة . هناك عدة أمور مهمة جداً تتحكم بحياة ومستقبل الطالب المبتعث، عندما يتم إجباره على الدراسة في جامعة لا يوجد فيها تكدس للطلبة السعوديين، تكون المدينة تعيسة نوعاَ ويبدأ في الدخول في مرحلة الكئابة وهناك من يقرر أن يترك المدينة ويعود الى دياره وينتهي حلمه ومستقبله الذي أراد تكوينه في الخارج وينتج من ثمارها في دياره بعد التخرج . أصبحت الوزارة تغلق جامعات كثيرة بأمر من الملحقيات بسبب وجود تكدس طلبة سعوديين، وكأن تكدس الطلاب يعتبر عائقاً على البقية في الدراسة، بل سيكون أمراً إيجابياً أن يتواجدوا حولك أبناء من دولتك لكي لا تشعر بالغربة والوحدة والكآبة. ليس إغلاق الجامعات فحسب، بل وصلت إلى إغلاق تخصص كامل في ولاية معينة بسبب تكدس السعوديين، وفي الواقع ولاية واحدة في أمريكا أكبر من المملكة السعودية أكمل . التحكم بهذا المنظور والمبدأ يبعثر من حياة الطالب ومستقبله وفي النهاية يلوم الملحقية الثقافية على عدم التجاوب مع طلباته ورغباته ويلومها مرة أخرى في إنهاء مستقبله الدراسي، اذاً لماذا لا يختار الطالب الجامعة التي يريدها لكي يدرس فيها من غير فرض أحكام القوة على الطالب، حيث منها سيكون الطالب حصل على ما يريد وسيكون هو من يتحكم في مستقبله وليس الجهة المختصة في الابتعاث، وهذا هو المنطق الذي يجب اتخاذه . وفي جهة أخرى يعاني الطالب المُبتعث من النظام الذي يتم التعامل به من قِبل الملحقيات، حيث لا يوجد نظام ثابت من المشرفين في الملحقية الثقافية وهذا ما يثير الجدل، على سبيل المثال مشرف يطلب من الطالب أوراقاً كثيرة من الجامعة تشير إلى علاماته ومشرف اخر لا يطلب هذا الأمر، اذاً ما هو النظام الصحيح المفروض اتخاذه في الحالتين؟ الوزراة توفر كل شيء للطالب السعودي من غير شيء ناقص، لكن المشكلة لا تكمن فيها، بل في الملحقيات الثقافية التي تُنتج قوانين أخرى وفرضها على الطلبة، حيث هذه القوانين ليس من الوزارة، فالطالب المبتعث عليه بهموم دراسته الجامعية والحياتية، والأغلبية تضع الملحقيات ضمن الهموم بسبب الضغوطات الخيالية التي يمارسونها على الطلبة. على الوزارة إنشاء لجان تزور الملحقيات بين الفينة والفينة للمتابعة وأخذ أراء الطلبة بعين الاعتبار، لأنه في النهاية الموضوع برمته عن الطالب لكي يدرس ويتعلم ويعود الى دياره بعلم وسيع، فهم أمانة لدينا ويجب علينا أن نحميهم ونقف معهم.