محافظ الحكومة الرقمية: نظام فاتورة حقق وفرا بمقدار 3 مليارات ريال    اللجنة التنسيقية لجمعيات التوحد تطلق أعمال ملتقى جمعيات التوحد 2024 في جازان    متخصص في الاقتصاديات الدولية ل"الرياض": ضغوطات التصخم في الاقتصاد الأمريكي لازالت قائمة وخفض الفائدة يشوبه الحذر    زراعة الأحساء يشارك في بطولة كأس وزارة الرياضة للهجن بحملة توعوية    بتوجيه من القيادة.. وزير الدفاع يلتقي ملك الأردن    الأندية السعودية تستغل العلاقة بين كاسيميرو ومانشستر يونايتد    منسوبو أمانة الطائف يحتفون بفوز المملكة باستضافة كأس العالم    نائب أمير منطقة مكة يستقبل القنصل العام لجمهورية مالي    محفظة وقفية لجمعية بنيان للخدمات الاجتماعية    استشهاد ثلاثة فلسطينيين في قصف إسرائيلي على شمال قطاع غزة    وزير العدل يدشن إدارة الجودة القضائية    طريف تسجل أدنى درجة حرارة ب 3 درجات تحت الصفر    سمو محافظ الخرج يستقبل رئيس مجلس إدارة جمعية سفراء التراث    ليلة سنام العُلا تحتفل بعام الإبل في مهرجان شتاء طنطورة    إتاحة خدمة استيراد المركبات الشخصية للأفراد ذاتيًا    مستشفى أبها للولادة والأطفال يُنظّم "اليوم العالمي لذوي الإعاقة"    جامعة الأمير سلطان تُفعل خطتها للنقل الترددي لمنسوبيها من وإلى محطتي وزارة التعليم وحديقة الملك سلمان    سفراء 8 دول في ضيافة معرض وزارة الداخلية "واحة الأمن"    نائب أمير الشرقية يطلع على أعمال جمعية الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالأحساء    المركز الوطني للعمليات الأمنية يشارك في معرض "واحة الأمن"    علاج ورم ليفي بالرحم عبر القسطرة في مستشفى برج الشمال الطبي بعرعر    مستشفى الرس يُجري 100 قسطرة في ستة أشهر    تقنية "التردد الحراري" تنهي معاناة مريض مع الحزام الناري بتخصصي بريدة    تزايد الجفاف في 77% من الأراضي حول العالم    عبير طبيقي: أيقونة الإلهام وبطلة التحدي التي أضاءت درب المكفوفين    طقس شديد البرودة مع احتمالية تكون الصقيع ب3 مناطق    نور الرياض 2024 يحصد لقبين عالميين من "غينيس"    العرب يقفون مع سورية وتحقيق تطلعات شعبها    3475 مخالفاً أحيلوا لبعثاتهم الدبلوماسية لاستكمال تسفيرهم    5 أسباب لحظر شبكات التواصل على المراهقين والأطفال    منع بناء الغرف والجدران ب«البلوك» خلال التخييم في محمية الملك عبدالعزيز    القيادة تهنئ رئيس كينيا    روبوت يتواصل مع الزبائن    إصابة 16 شخصا إثر اصطدام قاربين    قائد القوات المشتركة يستقبل عضو الرئاسي اليمني ووزير الدفاع ورئيس الأركان    معرض جدة للكتاب يستهل برامجه برواية الانتهازي    ليالي أبوعريش تراث استثنائي    المملكة تطلق دواءً لعلاج فقر الدم المنجلي    الدحض    OpenAI تتحدى إيلون ماسك    حدث مستدام    أبيض وأسود    مركز الملك سلمان يواصل مساعداته الإنسانية في العالم    أطعمة تقصر العمر وأخرى تطيله    ما زلت أحب    شركة أمريكية لإدارة الازدحام المروري    تساؤلات حول سوريا الجديدة والجولاني..!    رئيس هيئة الترفيه يعلن عن نزالات UFC القادمة ضمن فعاليات موسم الرياض    تايكوندو الحريق يجدد انتصاراته بكأس الناشئين    ملك الأردن يستقبل وزير الخارجية ولجنة الاتصال العربية بشأن سورية    رئيس البرلمان العربي: تسخير أدوات الدبلوماسية البرلمانية لدعم جهود الدول العربية والجامعة العربية في التعامل مع الأزمات الراهنة    من يستخدم الآخر: التكنولوجيا أم الإنسان؟    إيجابي    رعاية لأبناء القاصدين للمسجد النبوي    الرؤية تعيد تعريف دور المرأة    المملكة تسهل إجراءات العمرة.. والهدف 30 مليون معتمر من الخارج سنوياً    المملكة وتنظيم كأس العالم 2034    بندر بن سلمان البداح كأس العالم 2034 حدث عالمي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أفكار عن العلم والنهضة
نشر في البلاد يوم 16 - 07 - 2012

ما زال همّنا ينضح بالتساؤلات المتكرّرة :هل نحن أمّة تقرأ؟ ما أدوات القراءة عندها؟ وهل تقرأ لاقتحام ساحات العلم أم أنهاّ قراءة المستريحين؟ وأين هذه القراءة من تحدّيات النهضة وسياط العولمة وأسئلة الأصالة والمعاصرة؟
القراءة والقراءة النوعية:
ما فتئ المسلمون يردّدون بافتخار أنّ أوّل كلمة أوحى الله بها إلى الرسول – صلى الله عليه وسلّم- هي: "اقرأ" وأنّ ذلك يدلّ على مكانة العلم في الإسلام ويدحض افتراءات الخصوم حول التناقض بين الدين والعلم، ثمّ يسردون آيات وأحاديث تشيد بالعلم وأهله، وكلّ هذا جميل لكنّه يبقى أقرب إلى التشبّع الذاتي الأجوف، بل والخدعة النفسيّة الّتي تجعل أمّة تراوح مكانها – وربّما تتراجع - وهي تظنّ أنّها ترضي ربّها لأنّها تعتزّ بآية أنزلها !
إنّ حالنا مع العلم لا يحتاج إلى شرح لوضوحه وإنّما يستلزم العلاج، ومشكلتنا مع العلم معقّدة، ولعلّ أوّل خيوط التعقيد أنّ المصلح ليس أمام معضلة تعليم من لا يعرف ولكنّه يواجه طامّة كبرى هي إقناعه أنّه لا يعرف، وقد انتشرت الأميّة الفكريّة – فضلاً عن الأميّة ذاتها- حتّى عمّت الجامعات والمعاهد وشملت حملة الشهادات العليا إلاّ قليلاً من روّاد وخرّجي المؤسّسات الراقيّة والعلماء الراسخين في كلّ التخصّصات، ولك أن تقرأ ما ينشر من كتب ومقالات وما يلقى من خطب ودروس ومحاضرات لتتأكّد من هذه الحقيقة، ذلك أنّ التوجيه الربّاني الأوّل الّذي لم يشر إلى أيّ عبادة أو خلق أو سلوك بل أشار إلى مفتاح العلم إنّما يقصد القراءة الجيّدة الّتي تؤدّي إلى تحصيل المعرفة الجيّدة، لكنّنا مازلنا نقرأ كثيراً ممّا لا ينفعنا ولا ينهض بمستوانا العقليّ، فلا بدّ إذاً من الارتقاء بنوعية ما نقرأ حتّى نتحصّل على القراءة المثمرة الّتي تزيد رصيدنا من المفاهيم المتعلّقة بحسن الفهم عن الله ورسوله من جهة والنهوض الحضاري من جهة أخرى، أي يجب علينا أن نوسّع قاعدة الفهم وتحسين إمكانات التفكير لتمهيد الطريق السليم للاجتهاد والإبداع، ولأنّ ذلك ما يتيح الانفتاح على الجديد والمغاير من الأفكار والفلسفات.
ولا يستطيع منصف إنكار أنّ بعض الآراء والأقوال "العلمية" وعلى أكثر من مستوى هي مجرّد إضافات مرضية من شأنها أن تجذّر حالة مرضية نعاني منها منذ أمد بعيد، تجدها بكثرة في ميدان الفتوى والتوجيه الديني كما تجدها عند العلمانيين الّذين يردّدون مقولات غربية قديمة وكأنّها أفكار "آخر صرخة" خرجت لتوّها !
ويعود كلّ ذلك إلى القراءة السطحية المتعجّلة التي ألفناها ونحن نقنع أنفسنا أنّنا قرأنا فأدّينا ما علينا، وينعكس على ما يكتبه المؤلّفون الّذين يميل أكثرهم إلى مجرّد التكرار المملّ وتسويد القراطيس بعيداً عن أهداف الكتابة العلميّة والكتابة النافعة، وبهذا دخلنا الدوّامة التي تعصف بنا، ولو أحسنّا القراءة والكتابة لفتحت لنا آفاق أرحب ولرفعنا مستوانا وقدّمنا إضافاتنا النافعة للحضارة، ولخدمنا قبل ذلك ديننا الّذي أمر كتابه بالقراءة وأقسم ربّه – عزّ وجلّ- بالقلم لا بالسلاح، وجعل اسم إحدى أوّل السور نزولاً: "القلم".
قراءة تحرسها أخلاق:
ولا تقف معاناتنا مع العلم عند هذا الحدّ بل هناك مظهر سلبيّ آخر هو عائق كبير يتمثّل في انفصال العلم عن الأخلاق، وما أصدق ابن عطاء الله السكندري حين قال: "خير العلم ما كانت الخشية معه " .فالقراءة المطلوبة – أي العلم النافع- ما ارتبطت بالأخلاق، فماذا يفيد وجود الجامعات ومراكز الأبحاث مع انتشار الانحطاط الخلقي والفساد الإداري؟
إنّ العلم الّذي يزيّن الحياة هو ما كان تحرصه عقيدة وأخلاق... فهناك ردّة حقيقيّة إلى الجاهليّة تحتّم علينا تجريب نفس العلاج، إذ بالعلم الّذي احتفى به الإسلام تحوّل مركز السلطة في حياة العرب من القوّة إلى المعرفة . ولا تخفى على عين المراقب الحصيف ظاهرة تسميم الاكتشافات العلمية المتنامية لمنابع الإيمان وتشويهها المقصود أو العفوي لصورة الدين في أعين معظم الناس لظنّ عبّاد الدنيا أنّ هذه الفتوحات العلمية كفيلة وحدها بحلّ مشكلات الإنسان المادية والنفسية فلا حاجة له معها إلى "ميتافيزيقيا "، ولو أحسن المسلمون القراءة والكتابة لنجوا من هذه المعادلة الخاطئة و لأبرزوا للبشرية دور الروح في تسيير دفة الحياة.
والحلّ؟ أمسك بالكتاب النافع، اقرأ نوعيّا وأحسن القراءة،وأمسك بالقلم واجعله سلاحك وخطّ به الكلمة الصادقة المعبّرة عن فكرة نافعة في الميادين الشرعية أو الإنسانية أو التقنية...بهذا نرفع تحدّي العلم ونسهم في النهضة المأمولة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.