بوجود الليبراليين في الخليج ، يمكن القول : ان من يدعي إنها ظاهرة صوتية فهو مخطئ بل هي حاضرة على كل فرد أن يعي فهم صورها الفكرية الصحيحة التي تدعو للمساواة بين المجتمع واحترام الآخر من أفكار ومعتقدات وطقوس دينية. لكن الإشكالية لدى البعض ، يعتقد أن الليبرالية تدعو للحرية المطلقة في الأهواء وفي التجارة أيضاً ، وهذا مؤكد ينتج ضرراً للآخرين ، فالليبرالية ضد هذا الانفلات وضد الفوضى . تناسوا أنها جمعت كل الأطياف ، وليس هذا فحسب بل زادت من ترابط المجتمع المدني لوحدة وطنية واحدة بعد موجة الإرهاب من الجماعات الدينية المتشددة ، في أثر ذلك تم فتح نقاش فكري في مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني ، في تهدئة الوضع ومعالجة الاختلافات الفكرية والمذهبية . اليوم ليس فقط التنويري المنفتح على الآخر ليبرالي ، بل الإسلامي أضحى ليبرالياً في تقبله لأفكار جديدة على ثقافته ، فهناك دعاة كُثر عندما يتحدثون نجد تغييرا في أفكارهم عما كانوا عليه في السابق. حيث إن كل الديانات تدعو من منطلق الحرية الفكرية ، والأنبياء أنفسهم يحثون على ذلك وآيات كثيرة تَدُل على التعقل والتفكر منها على سبيل المثال ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) الروم:21. هذه الآية لها فلسفة اجتماعية عميقة بدأت من الأسرة ثم توسعت إلى مجتمع متكامل ومتجانس ، والتجانس لا يكون إلا بالمودة والمودة لا تكون إلا في فهم الآخر من اختلاف ومن توافق والاختلاف ضروري في الحياة بل في الكون نفسه ، عندئذ الرحمة مطلوبة في اختلافات وجهات النظر ، وإلا الصراع حتمي عندما أتمسك برأيي بتعصب وبغلظة شديدة ، وما شرارة الحروب إلا التعصب والتمسك بأيدلوجية واحدة مما يفلت الرحمة من القلوب. وفي نهاية المطاف : إن الفكر الليبرالي أضحى جامعة واسعة تضم جميع الأفكار المختلفة من ديانات ومذاهب وعلوم كونية. وسياستها الأساسية رفض المتطرف الذي لا يتسع صدره إلا بالشحنة والضيقة والحقد والكراهية للمتضاد ، بل معالجته مما هو عليه ، هذا إن كان له علاج.