اتفق الجميع على حرمة الانتحار وأنها من كبائر الذنوب استناداً لقول الله تعالى: «ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما»، ولكن ماذا عن حرمة الأسباب التي أدت إلى الانتحار؟! اختلف الباحثون في تعريف الانتحار، فمنهم من قال بأن الانتحار كل فعل أو أفعال يقوم بها صاحبها لقتل نفسه بنفسه وقد تم له ذلك وانتهت حياته نتيجة هذه الأفعال، ومنهم من قال بأن الانتحار فعل أخير لفقدان الأمل، وعُرف أيضاً من الناحية النفسية بأنه نوع من العقاب الذاتي والانتقام من الذات وإلحاق الأذى للذات، ومع تلك التعريفات وغيرها يتضح أن الانتحار هو نتيجة لظروف كان يُعاني منها المنتحر مما يجعله يُقدم على الانتحار.. خلال شهر تقريباً فاجأتنا الصحف المحلية بثلاث حالات انتحارية ومع كل حالة من الحالات الثلاثة تظهر لنا اسطوانة مصاحبة وهي أن المنتحر «مريض نفسي» بالرغم من أن جميع المعطيات المتوفرة تدل على خلو المنتحرين الثلاث من أي خلل نفسي وهذا يعني أن تلك الأسطوانة ما هي إلا شماعة تُستخدم لتبرئة جهة ما من تحمل مسؤولية أسباب الانتحار.. فالحالات الانتحارية الثلاثة التي حصلت في مناطق متفرقة من مملكتنا اتضح أنها نتيجة للفقر والبطالة، فمنتحر –عرعر- نتيجة للبطالة ومنتحر – القصيم - نتيجة للبطالة أيضاً ومنتحر – عسير - نتيجة للفقر وتراكم الديون غير أن الأخير كان يشهد له بالصلاح بل وكان إمام لأحد مساجد مدينته وهذا يُنافي متلازمة اسطوانة «مريض نفسي» لكل حالة انتحار.. الخلاصة، يجب الالتفات إلى قضية «الانتحار» والتعامل معها بكل جدية وإيجاد الحلول المناسبة لدوافع الانتحار ومعالجتها. Twitter: @ahmadalrabai [email protected]