استكمالاً لحديث الملتحي والحليق ومابينهما من سكسوكة ومواقف في الساحة الفكرية والفنية السعودية نرى اثر الشعر - بفتح العين - يتحدث أكثر من غيره! حين أنشد محمد عبده للشيخ عايض القرني، هب الكتاب ضد هذا التعاون مخافة أن يلتحي محمد عبده وقالوا إن كلمات الشيخ نظم عادي وكأن محمد عبده لم يغن طيلة حياته أغاني لا ترقى لفنه وترقى لجيبه، بالمقابل محمد عبده اراد أن يصل صوته للملتحين وكذلك الشيخ اراد أن يطل بلحيته بين الحليقين ولأن لحية الشيخ عريقه فلم ينتقده مريدوه إلا بالصمت الذي يعني عدم الرضا والذي مفاده ألم تكتفِ بأنشاد الشيخ مشاري العفاسي لقصيدتك ذاتها مالك وهذا الحليق الشهير؟! ايضا كاتب حليق ترغيبي كعلي الموسى اكثر كتاب السعودية دفاعاً عن ايمانه واستنكاراً لسيماء الوجوه كما يقول اذ لن يثق فيه الطرف الآخر أنه كاتب وطني متزن ومعتدل وهو قد تخلى فجأه عن لحيته وشاربه وهنا مربط التطرف لديهم! سبق ان نشر علي فقندش صورة للفنان الراحل طلال مداح وهو ملثم وكان طيلة حياته يطالبه الاحتفاظ بها وعدم نشرها ولكن فقندش صحفي والصحفي لا يذاع له سر. سر الصورة ان طلال كان ملتحياً ولانه يعرف مجتمعه فلن يتسامح المتدينون ولا الحليقون مع لحيته لن يعتبروها مثل لحية مارسيل خليفة ابداً لاهؤلاء ولا هؤلاء. بقايا المد الاصولي المتطرف الذين اصبحوا في الجهة المقابلة بتطرف اقل مثل مشاري الذايدي والنقيدان وبن بجاد ابقوا اللحية «الاماراتية» تقديراً للماضي واحتفاءً بالحاضر والامارات ايضاً. ومن صراعات اللحية مع حالقها الصراع الشهير بين الداعية سعد البريك والصحفي قينان الغامدي حول الدولة المدنية والدينية. الحقيقة لم يكن الصراع فكرياً كان حول شعر الوجه، قينان الغامدي يخاف من نموذج طالباني قادم يقفل صوالين الحلاقة ويجبر الكل على اللحى والبريك يخاف من تفسخ المجتمع حتى نجد القابض على لحيته كالقابض على الجمر. وهناك من جرب الاعتدال السكسوكي ولم يرق له طبعاً، وهو ذو هوى ليبرالي في كتابته لا يخفى على حليق ولا ملتحي فمحمد الرطيان كم يحلم ان يأتي الموس على شاربه فجرب السكسوكة التي تمنحه القبول ولكنها لم تشفع له عند نفسه فعاد كما كان ليجرب اعتداله بدون السكسوكة وفي معقل اللحى صحيفة المدينة! وفي صراعات اللحى مع بعضها تجد المضحك فحين التف ثلاثة حليقين هم ناصر الشهري وقينان الغامدي وعبده خال على ملتحي اصيل الشيخ أحمد قاسم الغامدي الرئيس السابق لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ناقشوه في مشروعية الاختلاط وحرمانية الخلوة فقد فكر الرجل بعدها وبحث واستبصر وقال ما تعافه اللحى. لم يجد جمهور اللحية من عيب في قول الرجل سوى انه ليس شيخاً إنما يحمل شهادة محاسبة هذا العذر المضحك لأنه ملتحي فلو كان صاحب الفتوى حليقاً لقالوا «أول شيء خل لحيتك تطلع وبعدين نهرج معك». الغريب في عيب شهادة المحاسبة انه يوجد مشايخ كانوا مفحطين ولكن التفحيط شيء سيئ يقود لشيء جيد وهنا العبرة. فضيلة الدكتور عبد الوهاب أبوسليمان العالم المكي الجليل عضو هيئة كبار العلماء والذي كرمه خادم الحرمين الشريفين بمهرجان الجنادرية لم يأخذ حقه عند جمهور اللحى وقد انبرى لذلك الكاتب تركي الدخيل في عموده بالوطن وعنوان المقال «مجدد لا حليق» فلم يعرف من علم هذا العالم سوى أنه حليق كما كتب الدخيل!! نختتم هذا المقال ان الذي يقرأ كي يحاكم كالمحكوم الذي لا يقرأ وهذا رد استباقي للحليق المتذمر او الملتحي الذي لا يستطيع نمص عارضيه.!