لم يبق للوطن العربي صوت يسمع , ولا حركات إشارية تترجم لحوار واضح ومفهوم ؛ أصبحت الأصوات الخافتة الضعيفة البعيدة ما هي إلا أدنى مستويات التخاذل والاستسلام المعلن ,أما الأصوات المتبقية فهي التي قد شلت حركتها وانتهت صلاحيتها, و يصعب علينا تقبلها لنضفي عليها صفة الوجود , ومن ثم نرنو الى نصر قريب أو موعود .فأين بقايا ما تبقى من اشلائنا ؟أشلاء العروبة , وأين مخلفات وآثار انتحارها؟ وسط ملاحم الشهداء المبعثرة الأجزاء, أين نجد آخر تسجيل للمشهد العربي الأصيل ؟. تساؤلات كثيرة تتردد في أذهان الإنسانية المتبقاة , بعد أن تم اعدامها ونسفها في صور لا تعرض الا ألوان الدماء ,فتصاعدت اصوات النياح والصياح , ونزفت دموع الأبرياء على اموات طالبوا بمنح فرصة في حياة أساسها العدالة والإنصاف في كفة العيش ,والتي هي أدنى مطالب الإنسانية في ظل المدنية وفي تاريخ البشرية . هكذا انتقلت قوميتنا من العرق الشرقي إلى العرق الغربي , وبدت كأنها عمليات تهجين العربي في الغربي , وكتعبير لنداء الإنسانية في الدم العربي ننطق اخيراً وبلسان غربنا الذي أصبح يدين تارة, ويطالب بالرحيل تارة أخرى , ويهدد بفرض أقصى العقوبات تارة ثالثة , بهدف تفكيك الأرض وتشريد الفقراء , للنيل من خيرات البلاد وتنفيذ سابق المخططات. فلماذا لا نتبنى السيناريوهات الغربية التي أصبحت عارية الملامح في رسم سياسات الحكومات وتعزيز خارطة الآمال ؟, وإن كنا لا نقوى على الحراك الا بجهاز التحكم الأجنبي الذي يوجهنا كالتوابع , فلنعد الى قممنا ونمعن النظر في التاريخ والفتوحات , كي نتعلم آلية الاقتباس من قصص الأمجاد لنسلك نهج العظماء ونلملم بوحدتنا بقايا الأشلاء. [email protected]